قال حضر رحمه الله تعالى الى مكتبي قبل يومين يراجع في موضوع ابراجه وسوقه التجاري، وهو في صحة طيبة، ويمشي على قدميه ، وقال لقد تأخرت اعمالي ويترتب على ذلك خسائر مادية لان موسم رمضان وموسم التجمع على الابواب ارجو الاسراع وظهرت عليه ملامح الغضب وفي هذا اليوم توفاه الله تعالى ولم يتمكن من اكمال اعماله الكثيرة، هكذا الانسان يستعجل ويحدوه الامل في اكمال اعماله المختلفة ولا يدري ان الحياة يمكن ان تنتهي في اي لحظة ونحن في غفلة سبحان الله العظيم، لذلك لابد ان يتعلم الانسان كيف يصلح حاله قبل فوات الأوان في الماضي بالتوبة الصادقة والاستغفار ، والحاضر بالعمل الصالح واستغلال الوقت بالطاعات وفي الستقبل بالنيةي والعزيمة الصادقة. قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (ذرهم ياكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون) الهجر 3. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : (ان لله تعالى مئة رحمة انزل منها رحمة واحدة بين الجن والانس والبهائم والهوام، فيها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها واخر الله تعالى تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة. وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: "من اطال الامل اساء العمل". وقال الشاعر : اعلل النفس بالامال ارقبها ما اضيق العيش لولا فسحة الامل وقال شاعر آخر: ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وقال حكيم: ما العمر الا امال ومتى نسعى خلفها سعي الصياد خلف الطرائد. وقال حكيم آخر: الامل هو حلم اليقظة فيا سادة يا كرام علموا ابناءكم اغتنام وقت الفراغ فبدلا من ان يقول الواحد منهم انا طفشان وليس لي شيء اعمله، نقول له ان وقت الفراغ هو اثمن الاوقات واغلاها فاستثمر هذا الوقت في قراءة القرآن، والصلاة وقراءة الحديث والاستغفار وعمل الخيرات من صدقات ومساعدة المرضى والمحتاجين فهذا هو المكسب الحقيقي في الدنيا كما اوصانا نبينا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل مرضك، وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك) وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.