توووووت ...تووووت ... قطار ذكريات الأمس المنجلي .. بخاطري مرّ لحظة طفح بي كيل الألم .. وجزعت مني دمعات ذاقت مر انسيابها على مجرى السهر .. كل حقائب الذكريات ، وضحكات الأيام ، ومستودعات الأحلام مع بنيات الأمنيات .. كلها استقلت قطار الواحدة بعد منتصف الليل والأخيرة بعد منتصف العمر.. أيام من الآمال وسنين من الحب والانتظار .. الآمال حيلت رمادا .. والأحلام بهتت ألوانها .. وتشنجت أنفاس الأيام .. وشلت عقارب الساعات .. هنا التقينا وهنا كان الحلم وهنا رسمنا ضحكاتنا عمرا ، وهناك حكنا خيوط أسطورة كنا نود صنعها .. شعاراتنا .. بسماتنا .. الحزينة عند انتهاء رحيل كل سفينة لقاء .. مداعباتنا .. شقاوات خطواتنا .. وزمجرات مشاعرنا .. الليل وما أدراك ما الليل ..؟؟ التحام قلبينا تحت ضياء القمر ، وسحر أمنياتنا المتلألئة كنجوم المساء .. همسات وأحلام يقظة وآهات شوق تنهيدات حنين لأقرب موعد لقاء .. كل ذلك كتبناه على وسادات مشاعرنا .. كل ليلة .. على هذه الوسادة انتفض قلبي وهو يسمع ( أحبك ) للمرة الأولى .. وعلى تلك بكيت شوقا .. وتلك هناك .. غفوت عليها وأنا أحلم باللقاء .. وتلك خنقت بجوفها ضحكاتي وأنا تائهة في حضن مداعبات كانت تشاغلني .. وعلى تلكم تنفست هواء قلب أنا أميرته .. وعلى هذه كانت أحلامي الموت بالنسبة لنا .. كان الفراق .. لذا كنا نخافه حد الجنون ، وفوق هامات الجنون كنا نحب .. اليوم .. كان الموت .. اليوم أصعب مما كان يهذي خوفنا .. الموت وأنفاس الحياة تدب في أوردتنا .. والنهاية .. كانت رسالة .. *** الكاتبة / فاطمة سرحان الزبيدي