إلى مدينتي العربية من المحيطِ إلى الخليج .. أهديكِ جراحات الأحرف .. وبعضُ الأمنيات .. أهديكِ قصيدتي مبتورة .. تحملُ آلامي وأحلامي .. أبدؤها بقضيتنا الكبرى .. وأُنهيها بآمالِ صبيّةٍ عربية تغني للسلام ..وتقتاتُ خبز الحلم .. فلعل ماكان لن يكن .. *** سأكتبُ عن قضيتِنا وعن تاريخها الأسود !! وعن أحلامِنا الكبرى وعن زنزانةِ المعبد .. عن النصرِ الذي ماتَ على أبوابنا من قبلِ أن يُولد .. عن الدِّينِ الذي من يومِ أن جاءَ .. عجِزنا أنْ بِهِ نصمُدْ .. سأكتبُ عن قضيتِنا وعن أفعالِنا الرعناء .. وعن كلماتِنا بالأمسِ عن أيمانِنا الجوفاء .. قضيتُنا شرابٌ نحتسيهِ مع الصباحِ وفي المساءْ .. وفي أخبارِنا الثكلى .. وفي قنواتِنا الخرقاءْ .. قضيتُنا تموتُ لأننا عربُ .. ونصنعُ لحدها بيمِنِنا .. وندّعي الغضبُ .. فالغربُ يعلمُ ضعفنا .. ووعودُنا .. وكلامُنا المكذوبُ .. والكتبُ .. وسيُشعِلُ النيران في أجسادِنا .. ويخالها حطبُ .. سأكتبُ عن ثقافتِنا عن الأديانِ .. والعاداتِ .. والعُرْفِ .. وعن صمتِ النساءِ .. وقصةُ العنفِ .. عن التاريخِ .... والأدباءْ ... ومدائنٌ يجتاحُها القصفِ .. ورسائلٌ تعبتْ بها الكلماتُ من دوّامةِ الخوفِ .. ثقافتُنا هُراءٌ قد كتبناهُ على صوتِ الربابْ .. ضاعتْ بهِ أمجادنا .. غزواتنا .. حتى تعابيرِ الثيابْ .. سأكتُبُ عن مدينتِنا شوارعها ..منازلها .. وريحُ البُنِّ يسكنها .. عن الأشواقِ نقتُلها .. وفي ثوبٍ من الخجلِ نُواريها .. وندفِنُها .. أرواحُنا حيرى .. ونوئدُها ,, ونقسِمُ أن الحبَّ لم يأتي ويطرقها .. سأكتُبُ عن مدينتِنا فبِها مقاعدنا .. منازلنا .. ومكانُ أكواخِ القمر .. الفجرُ فيها حالماً .. حتى دُميعاتِ المطرْ .. نقشتْ على أجسادِنا تاريخها .. وجروحها .. ويدٌ تناضلُ بالحجرْ .. صوتُ الإباء يخونها .. ويعيشُ في أركانها صوتُ القنابلِ والضجرْ .. سأكتُبُ عن هواياتي .. عن الأشعارِ .. والأحلامِ .. عن ليلِ الحكاياتِ .. فأنا كألفِ حمامةٍ بيضاء تُهاجرُ في المساءاتِ .. تُهاجرُ حيثُ أوطانٍ إليها الموتُ لا يأتي .. وتغفو في كفوفِ الشمسِ هاربةً من الأوجاعِ .. من ثلجِ الشتاءاتِ .. تُرى ستعودُ في يومٍ وتحكي عن بداياتي .. عن الدارِ التي ضمّتْ مضاجِعنا .. ( وأهلامورُ ) حاراتي .. وأطيارٌ تركناها تُغنّي في الفضاءاتِ .. وأغصانٌ من الزيتونِ قد دُفِنتْ مع أمواتِ قريتِنا .. وأشياءٌ قديماتِ .. فَلَكم كتبنا عن قضيتِنا لكنها كتبٌ .. وأشعارٌ عقيماتِ .. رحيل **** بقلم / فاطمة المالكي