الشفافة (فاطمة سرحان ) تهمس للسطور كنت ليّ نهراً من الفرح يأبى ف كيف ليّ أن أنسى النهر.. وعطراً للروح لابُد وأن تبقى (أكسجيناً ).. ثم بلغةٍ غارقة بالخوف و بوجع ينمو يجاور وجع آخر يأتي ويمرّ ولا يمضي، تلد لنا لغتها الأخاذة الحزن أعمق.. وشعور مرير عند كلّ إشعاع وانطفاء ليس لشيء إلاّ لأن (المرض ) لم يستأذنهم حينما مسّ الروح ومن يسكنها . تضج الأسواق برغباتهم .. وتزدحم لسباقهم الشوارع .. يستعدون. لابتسامات وأفراح .. ورقصات وأشعار .. عيد .. يقولون بأنه العيد وبزغاريده تكتسي الأيام سعادة .. ويقولون بأنه فرحة للقلوب .. ومابال قلبي يغط في مأتم لا يدل أبجدية فرح.. مابالي لا أكتسي بجديد الثوب ولا أنتقي كعادتي إكسسوارا أنيقا لأزين به نحري .. ولم أبحث عن حذاء إيطالي ليكتمل رونقي. ولم أتوه في اختيار أحمر شفاة تزدهي به طلتي .. ما بال العيد .. شاحبا متثاقلا .. هل جاء في غير موعده أم أنه أصبح كهلا .. لايقوى حمل صناديق الهدايا وودائع الربيع .. ما بالك عابثا بي يا فرح .. يومان تفصلني عن العيد وسنين شاخت بقلبي عن الإحساس به .. حين أفكك حرفية العيد أجدها تخنق في جسدي النفس فالعين تكحلت دمعا تحجّر عنوة والياء نداءات ملحة وتوسلات لا تنقطع لعظيم رحيم ولروح لا أرى. الحياة إلا في تفاصيلها والدال .. دلني بها على خزانة أدس بها كوابيس الفكر وحلقات الخوف .. وضاعت .. بينها روحي وأنس لحظاتي .. وليتني للوراء أعود طفلة تضمها بين ذراعيك وتتمتم في أذنيها بوعود حانية وترسم بأنفاسك إطلالة مستقبل تصنعه بكفاحك .. وكفك العاطرة التي تمسح على جبين صرخاتي مابالها باتت ترتجف .. يا وهن .. أستجديك رأفة به فإنه ملاذي سندي ابتساماتي مسخر أحلامي راحتي وجنون عظمتي إنه عين الحياة ونبضها إنه أبي .. مازالت تكبيرات مولدي في أذني بصوته الحنون وتقاسيم يديه أتحسسها على جبيني الصغير وبين أصابعي الناعمة مداعباته وقبلاته وحركات شفاهه وهو يعلمني كيف أنطق ( بابا ) وشغف ملامحه السعيدة حين أطربت أذنه بحروفي المتقطعة أستيقظ ليودعني ذاهبا ليبني لي أحلامي ويعود منهكا فيحتضنني ليشعرني بوجوده ويطمئنني على مستقبل أمنياتي ( أن احلمي يا صغيرتي فأنا هنا لأجلك ) ) لا أريد لأحلامي أن تكون ... أريدك أنت أن تبقى .. فقط لم أكبر يا أبي .. مازلت أحتاجك .. لا أستطيع المشي بمفردي .. أتعثر بخطوتي .. فخذ بيدي يا أبي .. ولا تتركها .. لا أريد أن أنفصل عنك ولا أريد أن أخطو بعيدا عن ذراعيك . رويدك ياوهن .. فالمآذن تشتاق لصوته والأسحار تحن لسجدته والتمرة تبكي عناق شفتيه عند أبواب الريان وأنا أنتظر الثالثة بعد منتصف الليل لأعدّ له سحوره تمهل يا وهن فقد أضنيته وأشقيتنا خذ العيد بعيدا واذهب فعيدي ابتسامة صحة من ثغر أبي وخطوات واثقة يخطوها بلا عكاز أريد أن أكسيه عافيتي فأنا بدونه لا أحتاجها أخذت من عافيته عمرا فكيف أراه ينحني ألما ولا أقدم له شيئا عمري هو أنت .. أبي .. فكرة الفقد توجعني كثيرا وتغلق في فكري مسام الحياة أي وجع سأحتمله بدونك .. أبي .. يا جنة دنياي طفلتك تاهت بين فتات الأمل وتناهيد اليأس لا أبحث عن عيد لأنه مايلبث أن ينطوي .. أبحث عن بقا أبي .. يا جنة دنياي طفلتك تاهت بين فتات الأمل وتناهيد اليأس لا أبحث عن عيد لأنه مايلبث أن ينطوي .. أبحث عن بقاء .. في عالم لا يعدني بذلك فهل ستبقى بجانبي يا أبي .. من لي ملاذ سواك بعد الله الذي وهبني جلّ النعيم حين أهداني أبوتك .. أووواه ياوهن .. لو تعلم كم أحبه .. ليس لأنه أبي .. بل أكثر .. أعشق تفاصيل شخصه وأعتز بأخلاقه .. وأرنو إلى سمو ذاته وشموخه أحبه كإنسان لا تكون لي زفرة وجود بعيدا عنه أحبه حانيا ومدللا وأفخر به دليلا وواعظا .. كفاك يا وهن إنه عزيز يأبى الضيم ورجل ليس له في خافقي ند ولامثيل استحوذ على الطيب فسكن قلوب البشر .. في شدته لين واهتمام من سيحميني بعدك يا أبي بمن ألوذ من وحشية الزمن ومن سيحيطني بأمانه رحماك إلهي به .. أتوسل إليك بكل اسم هو لك .. سميت به نفسك .. أو أنزلته في كتابك .. أو علمته أحدا من خلقك .. أن تحفظه من كل بأس وتجعل هذا المرض بعزتك وجلالك بردا وسلاما على جسده ولا تفجعني فيه ولا تؤلمني بعجزه .. اللهم أكسه عافية لا تبلى واجعل ما أصابه طهورا له من كل ذنب .. إلهي .. خذ عافيتي وألبسه إياها .. وخذ بسماتي وبلل بها شفتاه اليابسة .. خذ أنفاسي ورئتي وصدري بما فيه وهبها له يا الله اللهم اجعل أنفاسه ربيعا واشعل صدره نورا وطهّر من الخبيث جسده واسعدني وأخوتي به وبوجوده وقوته رباااه لا تريني ضعفه ولا تشقيني بفقده .. رباه .. من لي سواك يعلم بضجيج الخوف والألم والجهل بصروف الأيام بداخلي .. رباااه أرحني بصحته واكتب له عمرا سعيدا لا يعرف فيه ونة ولا داء .. أرجوك ربي وأسألك بكل عمل صالح تقرب إليك به .. وبكل دمعة مسحتها كفه عن خد يتيم .. وبكل حاجة قضاها عن مكروب فرّج عنه يا الله وارحم جسده من عناء الوجع .. أبي .. أنقم على حرف يصف حال ضعفك .. وأمقت قافية لم ترسم لحبك قصيد .. أبتاه .. عرفتك قويا لا يهد عزمك عقبة ولا تثني صبرك فاجعة عرفتك عنوانا للكفاح وعشقتك حكيما تداوي برزانة عقلك هفواتنا .. أبتي .. لم تخلف يوما عهدا قطعته على نفسك فلا تنكث بعهدك معي وأخوتي .. فقد وعدتنا بأن تكون دائما معنا .. فلا ترحل أبتي .. وإلا فخذني معك .. لا تبقيني بمفردي .. خذني معك أينما ذهبت .. واجعل مني درعا يحميك من كل أذى في حياتك وحتى بعد ... لن أرتدي عيدا مالم ترتد ثوب العافية .. ولن تضحك أيامي وأنت تبكي خلسة .. أبتي .. بوجعك فقدت الأشياء ملامحها وتساوت الأذواق حلوها ومرها .. ولن تعود فينا الحياة مالم يعود لجسدك النقاء رحماك إلهي وكفاك يا وهن سلامتك يا بوي كثر المصلين اللي دعو لك بالأجر والسلامة سلامتك يا بوي كثر المساكين اللي غمرهم طيب ذاتك شهامة الكاتبة / فاطمة سرحان الزبيدي