مع ارتفاع نسب الطلاق والعنف الأسري في مجتمعنا قد نتساءل عن دورنا كأفراد في الحد من انتشار هذه الظواهر المؤلمة. وبديهيا فإن الدور الأكبر يقع على عاتق كل أم وأب في محيط أسرهم. فكما هو معروف، غالبا ما تتكرر الظروف التي نشأ فيها الأبناء لاحقا في أسرهم ومع أزواجهم و أبنائهم، كما أنهم يغرسون ويعززون ذات القيم التي تربوا عليها في أبنائهم. وباعتماد هذه الفرضية، وبالإضافة للجهد الذي سأبذله في تربية أبنائي على احترام المرأة والأسرة، فإنه عندما يحين الوقت وقبل ان أخطب لأبنائي، سوف أجلس معهم وأسلمهم ورقة عهود زواجهم و التي كتبتها لهم ليقرأوها أمامي ويعدونني بتطبيقها، وأكون أتممت بذلك أمانتي في تربيتهم قبل ان تصبح زوجاتهم أمانة في أعناقهم. وإن دعت الحاجة سأظل أذكرهم بها! العهود التي أتمنى ان يقرأها ابني وكل سعودي على زوجته المستقبلية بنية صادقة منها: سيكون منا المال ومنا العيال! فأنت شريكة حياتي وبالتالي شريكة في كل تفاصيلها وكل ما يتحقق في حياتنا من مال أو بنون هو نتاج شراكتنا.هذه الشراكة ليست كأية شراكة، فهي ليست قائمة على حقوق و واجبات والتزامات، وإنما لطبيعتها التي هي أرقى من أي من الشراكات الإنسانية، فهي قائمة على عطاء بلا مقابل أو حدود واحسان بلا رجاء أو استجداء. كنت حرة قرارك حين قبلت بي زوجا ولذلك أعدك بأن تكوني حرة قرارك ما دمت لي زوجة. سنتناقش في كل صغيرة وكبيرة تخص حياتنا حتى نضمن أن يكون تكوين أي قرار هو نتاج آرائنا مشتركة. إن لم نتفق لا نمضي حتى نتفق. إن اختلفنا لا ننام حتى نرضى. كل كبيرة بالنسبة لك ستكون كبيرة بالنسبة لي وسأعاملها بذات أهميتها عندك بدون احتقار أو استخفاف. لا أريدك ان تكوني نسخة مني كي ترضيني، فأنا أحببت فيك ما ينقصني، كما أنك غير مهيأة في تكوينك لتكوني نسخة لي، ونتيجة لذلك فأية محاولة لتكوني مثلي ستنتج عنها نسخة مشوهة. كوني كما أنت باختلاف تكوينك كما أحببتك وسأظل أحبك. إن شح عطاؤك، لن أتغافل عن ذلك، ليس لأنه حقي ولكن ربما كان الشح يخفي عتبا علي في نفسك. أتعهد بألا آتي شيئا لا ترضينه بعلمك أو بدونه. سأضمن لك ولأطفالنا حياة كريمة في حياتي وحتى بعد مماتي، فلن أسمح بأن يسحب البساط من تحت رجليك من بعدي. أتعهد أن أعاملك برفق وأصونك وامسكك بمعروف أو أسرحك بإحسان. في حال افترقنا - لا قدر الله - وكان بيننا أطفال، أتعهد بألا آتي بذكرك لهم إلا بكل خير. وربما أضفت للقائمة تعهدا بألا يستبدل البيجاما بسروال وفنيلة.