اعضاء الشرف في الاندية هم الاكثر تعداداً لدرجة انهم يضاهون او ربما يتفوقون على عدد سكان المدرجات. قلة او اقل من يدعم سخاء والغالبية "ضيوف شرف" يحضرون بحثا عن الاضواء والتنظير. المؤثرون قليلون وقليلون جداً اما المهرجون فحدث ولا حرج. خالد بن عبدالله هو الاستثناء في جميع الاندية. خالد في سجلات الاهلي ليس عضو شرف وانما تاريخ وفي قلوب محبيه رمز وكنز ولن اتجاوز او اقفز على الحقائق ان وصفته بالاسطورة. نعم هو كذلك اسطورة لان من النادر ان تجد شخصاً بمواصفات وسمات ابن "الملك خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز". نعرف جيداً خالد بن عبدالله الذي وهب ونذر نفسه لخدمة رياضة بلده على امتداد اربعة قرون من خلال اهم وارقى مؤسسة رياضية في العالم العربي والشرق الاوسط. خالد بن عبدالله هو خلاصة اعضاء الشرف على مستوى كافة الاندية ونموذج للمواطن والانسان وقد اجمع عليه كل عشاق الرياضة بمختلف مشاربهم وميولهم وهدا نادر الحدوث. له مع الرياضة قصص وحكايات شكل ورسم ملامحها ودونها تاريخ الراقي العريق. اذا كان الكلام من فضة فان الدعم من ذهب هذه المقولة هو افضل من جسدها وكرس لها في مسيرة الرياضة السعودية. يحضر في صمت ويدعم في صمت ويعمل في صمت تاركا الانجازات تتحدث ولضيوف الشرق التعليق ومعانقة الاضواء. * خالد بن عبدالله حالة خاصة اعماله تسبق اقواله واقواله تعكس افعاله. القنوات الفضائية ووسائل الاعلام المختلفة حاولت بشتى الوسائل ان تخترق حاجز الصمت الذي طوق به الراقي مشواره الرياضي الحافل والمرصع بالانجازات الا ان الصامت الذي اضناه عشق الاهلي كان يصنع الحدث ويترك الحديث للجميع. صمته عمل وعمله انجاز وانجازه ذهب. كان بإمكان اي شخص بحجم خالد بن عبدالله ان يتوسد وسائل الاعلام العالمية نظير ما قدمه للرياضة السعودية وكان بامكان اخباره ان تتصدر الصحف ولكنه رفض ان يكون ثمن دعمه السخي ومواقفه المشهودة للقلعة حضورا اعلاميا ليؤكد دائماً ان الاهلي عنده الهدف والغاية. يضع مستقبل الاهلي هنا ويحافظ على حاضره هناك فبعد ان وثق ماضي الاهلي التليد في حفل اليوبيل الذهبي الذي كان اشبه بالف ليلة وليله لدرجة انه لم يبق في ذاكرة ما مارادونا من الاحداث الرياضية الا مونديال المكسيك وذلك الحفل الاسطوري. قدم اموالا طائلة وارقاماً فلكية للحفاظ على موقع الاهلي في قلب المنافسة وفي المقابل لم يهمل النشء انطلاقا من قاعدة اذا كان الشباب هو نصف الحاضر فهو كل المستقبل. الاكاديمية "البنية التحتية" لكرة القدم السعودية والمشروع الاهم في الرياضة العربية بشهادة الخبراء والمختصين في عالم المستديرة. هذا العمل الاستثنائي كان قد انبثق من افكار هذا الرياضي المتفرد الذي يسابق الزمن ويختصر المسافات. هذا العمل لا يقوم به الا خالد هكذا قال رفيق دربه الراحل الكبير الامير محمد العبدالله الفيصل. هذه الاشادة هي افضل شهادة حظيت بها اكاديمية الملكي واعرف ان هذا اللقب يثير حفيظة الكثير لشعورهم واحساسهم بالتقزم امام تاريخ الاهلي. خالد رفض وبشكل قاطع ان تحمل الاكاديمية اسمه حتى يكرس وينمي حب الكيان في نفوس اللاعبين وهذا الايثار ونكران الذات يجسد وبشكل واضح علاقة خالد بالكيان الاهلاوي والتي تسمو على اي اعتبارات ولا تخضع للمتغيرات. بعد ان اطمأن على مستقبل الاهلي وثبات اركانه وصلابة اساسه قرر الرمز الكبير الترجل عن العمل الرسمي فقط. لم يغادر الاهلي ولن يفعل فالاهلي بالنسبة له ليس وطنا يعيش فيه بل وطن يعيش بداخله ومن الصعب الانفصال حتى ولو تدخل وزير الصحة السابق الربيعة لان الارتباط متجذر وضارب في اعماق شارع التحلية. بعد اعلان القرار الصاعقة تسابق المنافسون قبل المناصرين على رصد سيرته الذاتية ومناقبه وافضاله ومواقفه والجوانب الانسانية في شخصيته المتفردة وهذا الاجماع يؤكد قيمة وقامة هذا العملاق في الوسط الرياضي الذي افسده "قراصنة الشعر ولصوص الحدائق". * خالد رحل من موقع فقط ولم يغادر الكيان فالاهلي بدون خالد اشبه بجدة من دون الاهلي. المواقع لا تعني لخالد شيئا كل ما يعنيه هو الاهلي والاهلي فقط.