كم نفرح ونبتهج.. حين نرى صغارنا الذين لا حول لهم ولا قوة.. والجالسين أمام شاشة التلفاز الكبير مندمجين في متابعة الصور المتحركة والملونة.. على الرغم من أنهم لم يتجاوزوا في العمر بضعة أشهر فقط.. ومع مرور الأيام فنحن نجعلهم يستقرون أمام تلك الشاشات وبرامجها المتعددة لساعات طويلة.. دون أن نعرف ما مدى الضرر الذي نعرضهم له بملء إرادتنا. ولستُ هنا في موضع إثارة الخوف والرعب فقط على ما تفعله تلك الشاشات المختلفة بأطفالنا.. بل إنني أطالب بسحب كل تلك الأجهزة الإلكترونية من بين أيدي هؤلاء الصغار الذين لم يتجاوزوا الثالثة من أعمارهم.. لما أثبتته الدراسات الفعلية والتجارب المخبرية في أرقى مستشفيات ومختبرات العالم الحديث.. من أضرار بالغة التأثير.. وطويلة المدى على هؤلاء الصغار. نحن لا نعلم شيئًا حين نعرض أطفالنا الصغار لتلك الإلكترونيات الحديثة.. والتي يحملونها معهم ليلاً ونهارًا.. مبتعدين معها عن صخب العالم من حولهم.. وعما تمنحهم إياه الحياة من طاقة وحب للمرح واللعب والقفز والجري في كل مكان.. لكننا نكون سعداء حينها.. إذا نرى هؤلاء الصغار مكتفين بتلك الشاشة الصغيرة التي يحتضنونها ليلاً ونهارًا.. فرحين بانسجامهم معها ومع الألعاب والتطبيقات المتعددة التي يغيرونها وحدهم دون إزعاجنا.. متباهين أمام الآخرين بأن هؤلاء الصغار يقومون وحدهم بتغيير التطبيقات والألعاب المخزنة في تلك الشاشات وحدهم دون اللجوء إلينا. ولكن لو علمنا ما الذي شاهده العلماء المعنيون بدراسة تأثير هذه الأجهزة على أدمغة الصغار.. لسحبناها من أيديهم في الحال.. ولألقينا بها في سلال المهملات إلى الأبد. الشاشات هي واحدة.. بدءًا من الهاتف النقال.. مرورًا بأجهزة الألعاب المحمولة وغير المحمولة.. وانتهاء بشاشات التلفاز الحديثة.. ذات التقنية العالية والجودة في الرؤية والوضوح.. كلها تحمل نفس التأثير بالإدمان.. ونفس الأشعة المدمرة لخلايا الدماغ الجديدة.. غيرالقابلة للاستبدال أبدًا.. إذًا.. الحل بأيدينا.. وحياة صغارنا بأيدينا وتحت رحمتنا.. فلنحفظهم.. ولنبعد عنهم كل تلك الأجهزة المدمرة.. لكل من لم يتجاوز الثالثة من العمر.. ثم يمكننا بعدها السماح لهم بالجلوس معها لفترة لا تزيد على ثلاثين دقيقة كل يوم.. صغارنا.. فلذات الأكباد بحاجة شديدة الآن لرعايتنا.. ولحمايتهم من التعرض لتلك المسببات المخيفة لتلف الدماغ وتدميره.. وليس هناك من لعب ومرح أفضل من الهواء الطلق.. وبين الأشجار الخضراء.. ومع الحركة والجري والقفز.. ولا ضرر في كل ذلك أبدًا.