العقوبات المدرسية بأنواعها المختلفة والمتعددة مثل (التوبيخ القاسي ، الوقوف في الفصل ويوجه الطالب إلى الحائط، الطرد من الفصل بالضرب المبرح الذي يؤدي إلى القتل، وآخر نموذج التعليم بأكل البرسيم) مما بعث في نفوس التلاميذ الكره الشديد للمعلم والمدرسة الأمر الذي يعيق تحقيق أهداف التنمية البشرية لأن تنمية الإنسان هي العامود الفقري للتنمية الشاملة. لقد قرأ المجتمع العربي وكذلك أولياء أمور التلاميذ منذ (5) سنوات مضت الخبر الفاجع الذي وقع في مدرسة متوسطة وابتدائية في مصر الذي تحدث عن معلمين في مدرستين استخدما العنف البدني المفرط ضد تلميذين مما أدى إلى موتهما.لقد استقبل الناس في المجتمع العربي عامة والمصري خاصة الخبر بغضب بالغ وحزن شديد. واليوم يسمع العالم العربي عامة والمصري خاصة نموذجاً آخر وهو التعليم بأكل البرسيم حيث أمر معلم تلاميذه على أكل (البرسيم) في الفصل في مدرسة (بسوهاج) عقاباً لهم على عدم كتابتهم الواجب، مما أدى إلى لجوء أولياء الطلاب الى محكمة جنح (سوهاج) حيث أصدر رئيس المحكمة قراره بسجن (المدرس) سنة. قضية التعليم بالقتل أو الموت في الفصل والتعليم بأكل (البرسيم) دقتا جرس إنذار خشية انتشار العنف المفضي إلى الموت للطالب من قبل (المعلم) واجبار التلاميذ على أكل (البرسيم) مما سيدفع إلى غرس بذور الرعب والخوف من الموت وكره أكل البرسيم كالحيوانات وخاصة (الحمير والأغنام) في نفوس التلاميذ وبالتالي كرههم الشديد للمدرسة وبالتالي التأثير السلبي على مسيرة التعليم التي هي السبيل الأمثل لتحقيق التنمية البشرية. قالتعليم بالقتل أو التعليم بأكل (البرسيم) يعكس ثقافة العنف المفرط الذي يجب مواجهتها بضرورة تغيير فكر المعلم الذي يميل إلى استخدام العنف أكثر من الثواب.. والهدم أكثر من البناء، والعنف الذي يؤدي إلى القتل أو الموت أكثر من اللين .. مع أن هذه الأساليب أقل جدوى في التقويم والتنوير والارتقاء بالعملية التعليمية التربوية. وفي اعتقادي أن الحديث عن هذا الأسلوب (التعليم بالقتل أو التعليم بأكل البرسيم) يتطلب طرحاً جريئاً لسؤال أكثر جرأة هو : الى أي مدى نجحنا في تأهيل المدرسين تربويا وتدريبهم على طرق التدريس النموذجية الجاذبة للتلاميذ والمحببة لمدرستهم مما يقود إلى تأسيس فكرة (المدرسة المحبوبة) لدى التلاميذ. أريد أن اقول بكل صراحة وبكل وضوح إن ظاهرة استخدام العنف أو القوة هو نتيجة سوء العلاقة بين التلميذ والمدرس حيث تجد عدداً كبيراً من المدرسين هم من خريجي كليات نظرية وعملية غير تربوية وبالتالي يفتقدون إلى كيفية التعامل مع النشء في هذه المرحلة من حياتهم وهي مرحلة المراهقة مما يجعل من أقل صدام بين المدرس والتلميذ مشكلة في العلاقة بينهما لأنه من المعروف ان المراهقة هي المرحلة التي يختبر فيها التلميذ قدرته على التحدي والرغبة في اثبات الذات، ويصبح على المدرس استيعاب طاقات النشء في هذه المرحلة وتحويلها الى طاقة ابداعية لكن نتيجة عدم وجود اساس تربوي لدى نسبة كبيرة من المعلمين في العالم العربي تجدهم يعجزون عن ذلك ويضطرون الى استخدام العنف البدني حتى ولو أدى الى موت تلميذ أو ارغامه على أكل (البرسيم) لأنهم غير مؤهلين للعملية التربوية. بوضوح شديد أقول إن أي حديث عن انهاء استخدام العنف البدني بأي شكل من اشكال العقوبات المدرسية من قبل المدرس والذي يؤدي إلى تأزم العلاقات بين التلاميذ ومدرسيهم فإنه يمكن مواجهة انواع العقوبات المدرسية بنقاط عدة أهمها الاستعانة بمدرسين تربويين لتلبية الاحتياجات النفسية واهمها الحاجة إلى الحب والحنان والشعور بالأمان من خلال التشجيع المستمر من المدرس للتلميذ والتعامل معه بهدوء واهتمام وصبر ، حتى يشعر بذاته دون الاحتياج لاثبات ذاته بعصيان أوامر أستاذه.