سجلت جرائم العنف في المملكة أعلى مستوياتها في العام المنصرم 1434 مقارنة بالسنوات الماضية، إذ تلقت هيئة حقوق الإنسان من خلال كافة فروعها 576 حالة تعنيف العام الماضي، مقارنة ب 292 شكوى لعام 1433، وأعربت الهيئة عن قلقها من تزايد الظاهرة. وطبقا لآخر إحصائية لوزارة العدل لعام 1433 ه ، فقد سجلت منطقة مكةالمكرمة أعلى نسبة تعنيف للمرأة من باقي المناطق بواقع 314 قضية وبنسبة 69 في المائة من إجمالي قضايا العنف التي بلغت 459 حالة، منها 195 قضية لأجانب و119 لسعوديين، كما استحوذت أيضاً على أعلى نسبة عنف للأطفال، إذ بلغ إجماليها 71 حالة تصدرها الأجانب مرة أخرى ب 41 حالة مقابل 30 حالة لسعوديين. وبلغ إجمالي قضايا العنف ضد المرأة والطفل التي باشرتها المحاكم في مختلف المناطق 606 قضايا في عام 1433، جاءت مكةالمكرمة في المقدمة ثم المنطقة الشرقية بواقع 82 قضية, تلتها الرياض ب 51 قضية، ثم جازان ب 24 حالة، وتفاوتت باقي المناطق من قضية واحدة إلى 15. فيما أوردت دراسة حديثة، حول انتشار العنف الأسري في المجتمع السعودي، أن 45 في المائة من الأطفال السعوديين يتعرضون لصور من الإيذاء في حياتهم اليومية، فيما وصل 83 في المائة من الحالات التي تتعرض للعنف الأسري إلى دور الملاحظة والتوجيه والرعاية عن طريق الشرطة، وأن 72 في المائة من الضحايا يصلون عن طريق أحد الوالدين. (البلاد) استمعت إلى بعض من مآسي العنف الأسري ، وروايات وآراء حول هذه القضية الخطيرة التي تحتاج إلى وقفة جادة لتصويب القيم الأسرية والاجتماعية باتجاه المودة والرحمة والتماسك. القصة الأولى: "أنا مطلقة ولم انجب وطلقني زوجي بعد زواجي بسنة واحدة وعدت إلى بيت أهلي واتجرع العذاب منهم خصوصا اخواني الرجال، لأني رجعت لهم مطلقة فالعذاب الجسدي ينتهي بمجرد انتهاء الألم أما النفسي فتظل جروحه غائرة لا تنسى". وتضيف:" رغم أن عمري في الثلاثينات لكن أهلي من أسرة لا تقبل فكرة أن ترجع لهم ابنتهم مطلقة. فأصبحوا يزيدون من الإهانات والسباب واللوم لي، وكأني من تسبب في الطلاق ولست مظلومة حتى أصبح تجريحي أمر عادي بالنسبة لهم، وحاولت أن اقنعهم أنه ليس ذنبي بأني طلقت وان طليقي هو شخص سيئ ولكن دون جدوى. ولأني لا أجد مكانا اذهب إليه ولست موظفة قررت أن اتحمل الشتائم والاهانات رغم انني فكرت بالهروب مرات عديدة من هذا الظلم الأسري والعنف بدلا من مواساتي ورفع معنوياتي بعد صدمة الطلاق". لم تشفع لي قرابتي: رواية جديدة لضحية أخرى تقول:"أنا ربة بيت وأم لبنتين وعمري 37 عاما، زوجي هو ابن خالي ولأنه يعلم جيدا ظروفي وعدم قدرتي على العمل وظروف أهلي الذين لا يمكن بأي حال أن يتقبلوني إن فكرت بأمر الطلاق لذلك فهو يستغل هذه الظروف ويقوم باهانتي وضربي وشتمي على اتفه الأسباب وأحيانا من قوة الضرب والصراخ يقوم الجيران بالتدخل وكثيرا ما يهددني بالطرد إلى الشارع أمام بناتي". انفصال نفسي: وفي القصة الثالثة عن العنف الأسري تروي صاحبتها قائلة:"أنا امرأة متزوجة وعمري في الخمسينات وموظفة وأم لأربعة أولاد وزوجي لا يقوم بضربي ولكن يقوم باهانتي وشتمي أمام أهله وأهلي. وقد وصل بنا الحال إلى حد الانفصال العاطفي فكل منا ينام في غرفة منفصلة ولا نتحدث مع بعضنا أبدا إلا عند الضرورة القصوى في أمر من أمور الأسرة". زوجة أبي: "أنا فتاة في العشرينات وأمي وأبي منفصلان واعيش مع أبي.أمي امرأة طيبة جداً ولكن لم تتحمل ضرب أبي لها واهانته وشتمه لها فبعد صبرها سنوات عديدة طلبت الطلاق منه وطلقها. والآن أنا أعيش مع ابي وهو متزوج من امرأة اخرى ويقوم ابي دائما بضربي واهانتي لكي ينتقم من والدتي عندما طلبت الطلاق منه ولكي يقوم بارضاء زوجته التي انجبت له ثلاثة من الأبناء الذكور بينما تقوم زوجة ابي بمعاملتي أسوأ معاملة وتقوم بضربي عندما امازح اخوتي وتقول لأولادها (لا تتكلموا مع الغبية هاذي,هاذي بنت عدوتي وليست اختكم). الانتقام: قصة جديدة على لسان ضحية أخرى:"أنا فتاة ولدي 3 أخوات ووالدتنا مطلقة ونعاني من العنف الأسري والضرب والشتم من والدنا لأننا بنات فقد كان يحلم بأن يكون له ولد ذكر (يشيل اسمه). وحاولنا أن نذهب لنعيش عند والدتنا ولكن دون جدوى فأبي رفض لأنه يريد أن ينتقم من والدتنا بنا ورغم أننا كبرنا وأصبحنا موظفات ولكن أبي رفض تزويجنا فكل ما يتقدم عريس لخطبتنا يرفضه دون حتى أن يبلغنا أو يأخذ رأينا".