لقد حرم الإسلام الرشوة بل لعن وطرد من رحمة الله من فعلها أو ساهم فيها. فكل الأنظمة الدولية تنبذ وتحارب الرشوة لأنها الخطر الذي ينتهك الأنظمة وتعرف الرشوة بأنها مايؤخذ بغير عوض ويعاب أخذه فكل مال دفع ليبتاع به من ذي جاه عونًا على ما لا يحل والمرتشي قابضه والراشي معطيه والرائش الواسطة . وفي نظام مكافحة الرشوة في وطننا أن المرتشي كل موظف طلب لنفسه أو لغيره أو قبل أو أخذ وعداً أو مكافأة أو عطية لأداء عمل من أعمال وظيفته أو الاخلال بواجبات وظيفته أو يزعم أنه من أعمال وظيفته ولو كان هذا العمل مشروعا يعد مرتشيا. ولأن اسم الرشوة منبوذ اجتماعياً تم التحايل على المسمى وقدمت بأفعال وأسماء ظاهرها طيب وباطنها خبيث فقدمت كمكأفاة أو هدية وحفلة وعزيمة أو مدح ومحاباة وأساليبها كثيرة جداً تتغير بتغير المكان والحال واسم الشخصية المقدم لها الرشوة ومنصبها والعرض والطلب.فالرشوة بمسمياتها المختلفة تعد مصيبة وسرطان العصر وخطراً يفتك بمصالح الدولة ويعرقل الخطط والاستراتجيات والتطوير ويؤخر المشاريع ويسرق خيرات الوطن ومكتسباته فتضيع مصالح وحقوق وتسرق خيرات الوطن ويتضرر المجتمع والرشوة تغير في الحق والأنفس والشخصيات وتنصر الباطل وتقوي الفاسد والمفسدين في الأرض.وينتشر الفساد وتسلم المناصب لغير أهلها بسبب الواسطة والمحسوببة والعنصرية فيستمر الفساد وينتشر بطرقه المختلفة والسبب الرشوة وطرقها وأساليبها المختلفة فكم من مشاريع أخرت وكم من مشاريع بنيت وسلمت وهي غير مطابقة للمواصفات والمعايير الصحيحة وكم من تلاعب في الأسعار أضر بالوطن والمواطن فلقد استشرى الفساد الإداري في المجتمع فوجب لزاماً إيقافه والتصدي له ومن أجل القضاء على الرشوة والفساد والمفسدين الذي يعرقل من تطورنا ونهضتنا وتقدمنا قامت الدولة بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)ومنحتها كافة الصلاحيات .وفعلاً قامت نزاهة رغم حداثة إنشائها بجولاتها الميدانية للكشف وملاحقة ومكافحة الفساد بكل طرقه وأنواعه وكذلك إقامة الندوات التوعوية والتوضيحية لأخطار وآثار الفساد والمفسدين على الاقتصاد الوطني ومنجزات ومكتسبات الوطن والمواطنين .فالهيئة تقوم بجهود كبيرة في المتابعة والمكافحة حتى أن اسمها أصبح يخوف كل من تسول له نفسه الضعيفة أخذ الرشوة بطرقها ومسمياتها المختلفة.ورغم جهود الهيئة وآلياتها المدروسة في المتابعة والتحقق تحتاج للتعاون من قبل المواطنين في رفع درجة الوعي فكل مواطن مسؤول عن مكافحة الفساد وإبلاغ الهيئة عن الفساد والمفسدين والمرتشين وله الشكر والتقدير والثناء من الهيئة على مايقوم به المواطن الصالح فكلنا ضد الرشوة وكلنا مع مكافحة الفساد بكل طرقه وذلك من أجل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا واقتصادنا الوطني ومنجزاتنا وتطورنا ومكتسباتنا الوطنية فلا لا للرشوة بكل طرقها ومسمياتها. . [email protected]