اتهم وزير الداخلية في أوكرانيا، أرسين أفاكوف، قوات عسكرية روسية بإغلاق مطار سيفاستوبول في منطقة القرم الأوكرانية. ووصف أفاكوف هذه التطورات بأنها "غزو مسلح". وعلى صفحته على موقع فيسبوك اعتبر الوزير وجود القوات الروسية في المطار "تدخلا عسكريا واحتلالا روسيا". واستولى مسلحون أيضا صباح الجمعة على مطار سيمفيروبول، عاصمة القرم. ونقلت وكالة "أنترفاكس" الأوكرانية عن شهود عيان أن حوالي 50 مسلحا وصلوا إلى مطار سيمفيربول رافعين أعلام البحرية الروسية. وتفيد الأنباء بأن المطار مستمر في العمل كالمعتاد. وتشهد العلاقات بين روسياوأوكرانيا توترا متزايدا منذ الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، الموجود حاليا في روسيا. ويتبدى هذا التوتر بشكل واضح في منطقة القرم التي يوجد بها أغلبية من الروس. واقتحم مسلحون موالون لروسيا الخميس مقر البرلمان في سيمفيروبول، عاصمة القرم، ورفعوا علم روسيا على سطح البرلمان. وأطاح المسلحون بالمجلس الوزاري المحلي القائم، وأعلنوا تعيين رئيس وزراء جديد. وأعلن البرلمان المحلي في وقت لاحق 25 مايو/أيار موعدا لإجراء استفتاء بشأن توسيع الحكم شبه الذاتي في القرم. وتأتي هذه التطورات عقب إعلان البرلمان الأوكراني إجراء انتخابات رئاسية جديدة في 25 مايو. وكانت السيادة على القرم قد نُقلت من روسيا إلى أوكرانيا في عام 1954. ودعا وزير الخارجية الأمريكية كافة الأطراف إلى "تجنب أي تصرفات استفزازية". وتسعى واشنطن للحصول على تطمينات من موسكو إثر صدور تعليمات من الرئيس فلاديمير بوتين - قبل أيام قليلة - لقوات بلاده بإجراء مناورات عسكرية بهدف اختبار الاستعدادات القتالية للقوات في وسط وغربي روسيا، قرب الحدود مع أوكرانيا. وقال كيري إنه تحدث مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، الذي تعهد باحترام "سلامة أراضي" أوكرانيا. وتعهدت روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالحفاظ على سلامة أراضي الأوكرانية في مذكرة وقعت عام 1994. من جهة أخرى طالبت الدول الغربية روسيا بتهدئة الأوضاع في منطقة القرم الأوكرانية بعدما رفع مسلحون العلم الروسي على مبان حكومية سيطروا عليها في المنطقة. وكان روسيا سارعت بنشر طائرات مقاتلة على طول حدودها كجزء من تدريبات عسكرية أعلنت عنها قبل ذلك بيوم. وقالت موسكو إنها مستعدة للعمل مع الغرب لتجنب اندلاع أزمة في منطقة القرم، ذات الأغلبية الروسية، ولكنها حذرت القوى الغربية من اتخاذ أية قرارات بالنيابة عن حكومة أوكرانيا. وفي الوقت نفسه تفيد تقارير بأن الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش موجود في روسيا. وكان يانوكوفيتش قد قال في بيانه الأول بعدما سحب نواب البرلمان الأوكراني منه الثقة الأسبوع الماضي أنه "اضطر أن يطلب من الاتحاد الروسي ضمان سلامته من تصرفات المتطرفين"، مؤكدًا أنه لايزال الرئيس الشرعي لأوكرانيا. لكن البرلمان الأوكراني أقر يوم الخميس حكومة أوكرانيا الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء الجديد أرسني ياتسنيوك.