** قدر لي ان ازامل الصديقين العزيزين السيد عبد الباسط رضوان المثقف رغم ارتدائه - للعمة - المكاوي الحريص عليها والدكتور زيد الفضيل البحاثة في شتى العلوم وكان ان وجدنا هناك السيد عيسى عنقاوي بكاميرته الحساسة الذي اضاف على زيارتنا شيئا من معلوماته التراثية كمصور للمنطق التاريخية ,اقول قدر لي الذهاب معهما الى جدة التاريخية حيث قضينا حوالي الاربع ساعات ونحن نتجول في تلك الأزقة حث ملأت انوفنا رائحة رطوبة مبانيها وعتيق تاريخها القديم الذي اعاده لنا المسؤولون عن هذا المهرجان "الجداوي" بكل ما فيه من صور تراثية .. حميمية اعادتنا الى اكثر من خمسين عاماً عشناها بكل صورها العتيقة. لقد ادهشنا ذلك الالتزام الاخلاقي الذي كان طاغياً فرغم هذا التكدس الانثوي الذي كانت عليه شوارع حارة الشام والمظلوم والعلوي لم نلمس اي خلل غير اخلاقي لقد اعادنا - المهرجان - الى عفاف شوارعنا في تلك الايام واحترامنا لمن يسير فيه "بتلك - النظافة - الاخلاقية". لقد أذهلنا ذلك التنظيم الذي كان عليه المهرجان .. يبدأ التنظيم من بداية شارع الملك عبدالعزيز حيث كان هناك شباب يقومون بتنظيم حركة السيارات ليفسحوا الطريق لقاصدي المهرجان - اللافت للذاكرة التي بدأت تخبو فيها معالم ايام زمان انها جدة تأتي من اعماق التاريخ لتقرن حاضرها الزاهي. لتأتينا فاتنة شاعرنا الكبير حمزة شحاته وهو يتغنى بها في هذه القصيدة الرائعة التي يقول فيها: النُّهى بين شاطئيك غريقُ .. حمزة شحاته .. النُّهى بين شاطئيك غريقُ والهوى فيك حالمٌ ما يفيق ورؤى الحبِّ في رحابك شتَّى يستفز الأسير منها الطليقُ ومغانيك في النفوس الصديات إلى ريِّها المنيع رحيقُ إيه يا فتنة الحياة لصبِّ عهده في هواك عهد وثيق سحرته مشابه منك للخلد ومعنى من حسنه مسروق كم يكر الزمان متئد الخطا وغصن الصبا عليك وريق ويذوب الجمال في لهب الحب إذا اعتيد وهو فيك غريقُ تصيبيني به في دجا الليل وقد هفهف النسيم الرقيقُ مقبلاً كالمحب يدفعه الشوق فيثنيه عن مناه خفوق حملته الأمواج أغنية الشط فأفضى بها الأداء الرشيقُ نغماً تسكر القلوب حميَّاه فمنها صُبوحها والغبوق فيه من يحرك الرفق والعزف ومن أفقكِ المدى والبريقُ أنت دنياه رفرافة بمعنى الروح وكونٌ بالمعجزات نطوق رضى القيد في حماك فؤاد عاش كالطير دأبه التحليقُ ما تصبته قبل حبك يا «جدة» دنيا بقيدها وعشيقُ حبذ الأسر في هواك حبيساً بهوى الفكر والمنى ما يضيق «جدتي» أنت عالم الشعر والغنوة يروي مشاعري ويروق تتمشى فيك الخواطر سكرى ما يحس اللصيق منها اللصيق «جدتي» لا التي يحب الخليُّون شقاء عذب وسر أنيق أنت مرتاد وحدتي إن تبتلتُ وإن شنتُ عالمٌ مطروقُ لي ماض لم أنسه فيك قد غصَّ بشدوه غروبه والشروق تتناجى أصداؤه في بواديك إذا عادها الخيالُ الطَّروقُ كم معنَّى مثلي يطارحه الحبُ فينبو به السبيل الزليق ودعيِّ يصطك في فمه القولُ عثاراً مكانه مرموق أمن العدل أن يشاكلني فيك جبانٌ عما أزيغ فروق لا تلومي على عتباك حرٌ قلبه منك بالجراح شريقُ والغرام المباح شر الجنايات فهل يقنع الجمالُ النزوق