الله.. الله يا جدة.. يا مدينة الأحلام الجميلة.. مدينة الروح الخفيفة.. والرؤى المجنحة.. بوابة الحرمين الشريفين بقيمتهما الدينية الكبيرة.. مدينة التاريخ العتيد.. والتراث العريق.. وأهلها الطيبون السمحون المتسامحون أشرعوا أذرعتهم لاحتضان كل من يفد إليهم من خارج المدينة.. لا يشعر الغريب فيها بالغربة.. بل ما يلبث أن ينصهر في بوتقة مجتمع حضاري.. جدة.. المركز الحضاري الثقافي العلمي الضارب بجذوره في عمق التاريخ.. عاصمة التجارة والاقتصاد.. ومركز الانفتاح على العالم بمعطياته الفكرية والثقافية والفنية.. الثغر الباسم الساحر الأخاذ.. الحاضرة السياحية الأهم.. والقاعدة المحورية الأبرز للتواصل العالمي اقتصاديا وثقافيا.. منطلق المبادرات الخلاقة.. والإبداعات الإنسانية الريادية.. كنز العمارة الإسلامية كما سماها الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود حين أردف قائلا: جدة ذكرى دائمة جميلة ورائعة في أفئدة من تعرف عليها.. جدة نغم شرقي ناعم يسري في عروق من عاشها.. جدة فريدة لمن أراد أن يمتع عقله بحضارة وثقافة وفن. أعادتنا هذه الجريدة «عكاظ» .. إلى جدة القديمة.. وتاريخها المديد ومنطقتها التاريخية.. تهافت أهالي جدة إلى قراءة صور من تاريخ مدينتهم وسير أهلهم في «عكاظ» من أستاذنا الكبير أحمد باديب والدكتور عبدالله مناع والدكتور عبدالله بخاري والدكتور عبدالرزاق أبو داود وسامي خميس واليافي.. وغيرهم.. أمتعونا بسردياتهم حول جوانب تاريخ المدينة وأهلها.. وظلت طروحات «عكاظ» حول جدة وأهلها وتاريخها حديث المجالس الممتع.. وإهمال المنطقة التاريخية في جدة بقيمتها التاريخية العريقة.. هو إهمال لتاريخنا كما قال سمو الأمير فيصل بن عبدالله ويعكس حاجتها إلى مبادرات خلاقة لإيجاد مردود في القيمة المضافة والتنمية المستدامة. جدة التاريخية تستحق الكثير من كل سعودي بل من كل مسلم كما قال سموه فهي المدينة المتكاملة التي بنيت على مر السنين وبها لمسات حضارتنا الإسلامية بتركيباتها المختلفة من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال.. وإن كان الدكتور عبدالرزاق أبو داود قدم دراسة علمية متميزة.. إلا أن حارة البحر نالت نصيبها من طرحه بحكم انتمائه إلى هذه الحارة.. وكذلك فعل الدكتور عبدالله مناع. وأستاذنا أحمد باديب.. ركز على حارة المظلوم بحكم انتمائه إليها.. فإن حارة اليمن لم تحظ بذات القدر من الاهتمام.. رغم أهميتها التاريخية ودورها المميز برجالها وبناديها الاتحاد العريق.. ولعلي بهذه المناسبة أدعو أخي المؤرخ الدكتور أمين ساعاتي وهو ابن حارة اليمن الذي ولد وترعرع فيها.. أن يدلي بدلوه حول حارة اليمن بما يجسد قيمتها الحضارية بتراثها الغني وتاريخها العتيد. لحمزة شحاتة عن جدة النهى بين شاطئيك غريق والهوى فيك حالم لا يفيق ومغانيك في النفوس الصديات إلى ريها النيع رحيق رضي القيد في حماك فؤاد عاش كالطير .. دأبه التحليق ما تصبته قبل حبك يا جدة دنيا بسحرها .. أو عشيق لي ماض لم أنسه فيك قد غص بشجو غروبه والشروق تتناجى أصداؤه في روابيك إذا عادها الخيال الطروق.