أمرت الولاياتالمتحدة ثلاثة دبلوماسيين فنزويليين بمغادرة البلاد ردا على قرار الرئيس نيكولاس مادورو طرد ثلاثة من العاملين بالسفارة الأمريكية لاتهامهم بإذكاء الاضطرابات التي أدت إلى سقوط ما لا يقل عن 13 قتيلا. وكانت الخلافات بين الحكومتين المختلفتين أيديولوجيا شائعة إبان فترة حكم الزعيم الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز التي استمرت في الفترة بين1999 و2013 واستمرت في عهد خلفه مادورو. لكن النزعة البراجماتية تتغلب على السياسة عندما يتعلق الأمر بالنفط فلا تزال الولاياتالمتحدة سوق التصدير الرئيسية لفنزويلا الدولة العضو في منظمة أوبك. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن اثنين يشغلان منصب السكرتير الأول وثالث يشغل منصب السكرتير الثاني في السفارة الفنزويلية أشخاص غير مرغوب فيهم ردا على خطوة كراكاس ضد الأمريكيين الثلاثة في 17 فبراير شباط. وقالت الوزارة إن الدبلوماسيين الثلاثة "أمهلوا 48 ساعة لمغادرة الولاياتالمتحدة." ولا يوجد تمثيل دبلوماسي بين فنزويلاوالولاياتالمتحدة على مستوى السفراء منذ عام 2008 وطرد مادورو الدبلوماسيين الأمريكيين الثلاثة الأسبوع الماضي لاتهامهم بتجنيد طلبة لقيادة الاحتجاجات المناهضة له. ورفضت واشنطن هذه المزاعم وقالت إنه لا أساس لها من الصحة. ورغم النزاع الأحدث بين البلدين اقترحت حكومة مادورو تعيين السفير السابق لدى البرازيل ماكسميليان سانتشيز سفيرا جديد لفنزويلا في واشنطن في محاولة للتصدي لما ترى أنها دعاية مناهضة للرئيس مادورو. وتابع قائلا "الأمريكيون يعتقدون أننا نقتل بعضنا بعضا. يعتقدون أننا لا نستطيع الخروج. يطالبون بتدخل عسكري أمريكي في فنزويلا. يا له من جنون. إذا حدث هذا فستخرجون وسأخرج بالسلاح للدفاع عن بلدنا." وأدت المظاهرات التي اعتقل خلالها أكثر من 500 شخص وأصيب فيها نحو 150 على مدى أسبوعين إلى استنكار من الحكومة الأمريكية وحظيت باهتمام أوسع نطاقا. وندد مشاهير مثل مادونا بمادورو. ويقول الرئيس (51 عاما) وهو ناشط نقابي سابق فاز في انتخابات الرئاسة بفارق ضئيل ليخلف تشافيز إن وسائل الإعلام الدولية متحالفة مع "الإمبرياليين" في الخارج لتصوير ما يحدث في فنزويلا على أنه فوضى وقمع. وأيد لاعب الكرة الأرجنتيني دييجو مارادونا هذا الموقف عند توقيعه اتفاقا كي يصبح معلقا على مباريات كرة القدم مع شبكة تليسور التلفزيونية في كراكاس خلال تصفيات كأس العالم القادمة في البرازيل. واستمرت الاحتجاجات بشكل متقطع يوم الثلاثاء حيث أقام الطلبة حواجز على الطرق في المناطق الأكثر ثراء في شرق العاصمة. وفي علامة تبعث على القلق من انتشار أعمال العنف أبلغ مسؤولون وسكان في مدن سان كريستوبال وماراكيبو وماراكاي عن وقوع أعمال نهب وسلب. ولزم كثير من سكان كراكاس بيوتهم فيما ظل عدد كبير من المدارس مغلقا وأغلقت بعض الشركات أبوابها. ونظم سكان الأحياء الأكثر فقرا في غرب كراكاس عددا قليلا من المظاهرات المحدودة رغم أن معارضي الحكومة شاركوا في الاحتجاجات التقليدية بالقرع على الأواني من نوافذ بيوتهم أثناء إذاعة التلفزيون خطب مادورو.