(1) لعل من المفارقات الظريفة في عصر المتغيرات , أن تجد مفهوم السياحة لا يعني بالضرورة مجموعة من الناس, يتنقلون من مكانٍ إلى آخر من أجل الترويح عن النفس والاستجمام , بل أيضاً يعني تجوال "الشعر" بين أرجاء المعمورة في رحلة سياحية للكلمة, والتي تتفاوت بالجمال والمتعة والملل كما تتفاوت المدن السياحيّة بالضبط!! (2) ولما كانت طفرة الأمسيات الشعرية تستقطب سيّاحاً لا عداد لهم , بات من غير المهمّ في أغلب الأحيان النظر إلى الشعر أو الكلمة الصادقة بقدر ما يُنظر للتسويق المادي !! الأمر الذي جعل أهل الشأن يركّزون على الأسماء التي تمتلك كاريزما الجذب التهريجي, سواء كان صراخاً أم .....!! هذا بالإضافة إلى تكرار شريحة الشعراء كل سنة حلوة! (3) مازحني أحد الأصدقاء ذات ليلةٍ دافئة بعرض قائمة متواضعة لشعراء شعبيين , خلت للوهلة الأولى أنه يريد أن يسألني عن تجربتهم ومدى نجاحها في الساحة الشعبية أو على الأقل يريد أن يؤكد لي أن هؤلاء من زمرة الشعراء الذين يعتبرون عدد الأمسيات مقياس نجاحٍ وانتشار!! , في حين أنه خالف توقعاتي المتفائلة قليلاً بجملة محبطة كثيراً ..قال: "تتحدى ما يكون أغلبهم شعراء الصيفية؟!" أذكر أني ضحكت! سألني احدهم قال كم أقمت أمسية قلت له واحدة وفخور بها قال يا قوم !! أنا أقمت عشر أمسيات وسبع أصبوحات وثلاث وعشرون حفلة زواج والخير جاي وما زلت اضحك !!