إلى وقت قريب كان الشعراء الشعبيون يقيسون نجوميتهم بالأمسيات الشعرية التي يحيونها، لكن خلال الأشهر الماضية استبدلوا مقياس النجومية بالضد، إذ بدأوا يتنافسون على إحياء الأصبوحات الشعرية. وبدأت فكرة الأصبوحات الشعرية في دولة الكويت، السباقة في تغيير نهج الشعر الشعبي، وإعادة شعراء اختفوا تماماً عن الساحة، من خلال الجامعات التي تقيم أصبوحات لطلابها، تحييها أسماء شعرية بارزة في الساحة، لكن تلك الفكرة انتقلت إلى مملكة البحرين التي دعت عدداً من الشعراء الخليجيين لإحياء أصبوحات شعرية في جامعة البحرين خلال الأيام المقبلة. ويرى شعراء أن فكرة الأصبوحات الشعرية جيدة، كونها تستهدف فئة معينة من الجمهور، وكذلك فيها نوع من التغيير في مسيرة الشعر الشعبي. ويقول الشاعر عبدالرحمن مازن: «الأصبوحات الشعرية ظاهرة جيدة في الشعر الشعبي، خصوصاً أنها تستهدف طلاب الجامعات، ما يعني أن حضورها في ازدياد، على العكس تماماً من الأمسيات التي تكون في المساء، فيتعذر حضور عدد كبير من محبي الشعر»، لافتاً إلى أن الأصبوحات بدأت في الكويت، وحققت نجاحاً كبيراً، بدليل مشاركة شعراء معروفين في تلك الأصبوحات. ويضيف: «الغالبية العظمى من متذوقي الشعر في الخليج هم من فئة الشباب، فعندما تقام فعالية شعرية لهم في الجامعة، فإنهم يحرصون على الحضور»، مشيراً إلى أن مملكة البحرين تنظم أصبوحات شعرية بين الفينة والأخرى. ويؤكد الشاعر محمد بن هضيب، الذي شارك في أصبوحة شعرية قبل أيام في الكويت، أن الأصبوحات الشعرية مفيدة للشاعر، كونها تجعله قريباً من جمهوره في الجامعات، لافتاً إلى أن عدداً من الشعراء المعروفين شاركوا في أصبوحات، بعد رفضهم الأمسيات، بحجة أنها لا تستهوي الجمهور. ويذكر الشاعر نقا الأسيمر أن الأصبوحات حققت نجاحاً كبيراً خلال الأعوام الماضية، إذ حضرها شعراء معروفون، وتميزت بحسن التنظيم وكثافة الحضور، مؤكداً أن جامعة الكويت أقامت عدداً من الأصبوحات، بعد مطالبة طلابها بتنظيمها. وأوضحت جمعية كلية الحقوق في جامعة البحرين أن الأصبوحة الشعرية التي تنظمها الأسبوع المقبل للشعراء سعيد بن مانع وحمد البريدي وعبدالله الخالدي ومحسن الحمري، تمثل سعي الجمعية إلى الارتقاء بالشعر الشعبي والموروث الأدبي في الخليج والاحتفاء بنجومه، وتوثيق الروابط العريقة بين أبناء دوله. وثمّنت رئيسة اللجنة الثقافية بجمعية كلية الحقوق في جامعة البحرين الطالبة غدير الخالدي دور عمادة شؤون الطلاب في توجيه وحفز المتطوعين ودعم الفعالية، مشيرة إلى أن ذلك الدعم يرفع التوقعات بنجاح الفعالية نجاحاً باهراً. وكان عدد من الشعراء المعروفين اعتبروا أن الأمسيات الشعرية تعاني من ضعف الحضور خلال الأعوام القليلة الماضية، بسبب كثرتها، ومشاركة شعراء شباب فيها، ورفض عدد منهم أمسيات رسمية عدة، وكذلك تقليص عدد تلك الأمسيات في مهرجان «ليالي فبراير»، الذي أقام في أعوام مضت عشرات الأمسيات.