سامي حسون تصوير-عبدالمنعم عبدالله .. انطلقت الأمسية الشعرية الأولى للمهرجان الوطني للتراث والثقافة 29 في أول أيام البرنامج الثقافي، وبحضور عدد مميز من الشعراء السعوديين والعرب، الذين عبّروا عن سعادتهم، بتواجدهم في هذا المهرجان، الذي يعد المنبر الأول للثقافة والفنون ليس في المملكة فقط بل في العالم العربي ،وبحضور جموع غفيرة من محبي الشعر والثقافة والأدب والإبداع في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بمدينة الرياض للاستمتاع بالأمسية. وقد استهل الشعراء الحاضرون الأمسية يتقدمهم الدكتور فواز اللعبون بقصيدته "أنثى السراب" والتي قال فيها: مِنْ قَبْلِ عِشْرِيْنَ عَاماً كُنْتُ أَعْشَقُها وَبِالرَّشِيْقِ مِنَ الأَشْعَارِ أَرْشُقُها لَهَا لَدَيَّ مِنَ الوِجْدَانِ أَطْهَرُهُ وَمِنْ صَبَابَاتِ أَهْلِ العِشْقِ أَصْدَقُها أَفْرَدْتُهَا في فُؤادِي لا شَرِيْكَ لَهَا فِيْهِ، وَكَادَ عَنِيْفُ النَّبْضِ يَسْحَقُها كَانَتْ فَرَاشَةَ نَارٍ مَا تُبَارِحُنِي وَرَغْمَ هَذا لَهِيْبِي لَيْسَ يُحْرِقُها كُنَّا مَعاً.. لا خَفِيُّ الحُبِّ يُرْهِقُنِي وَلا هَوَايَ الذي أُبْدِيْهِ يُرْهِقُها وَنَلْتَقِي وَأَمَانِيْنَا مُفَرَّقَةٌ وَحِيْنَ نَجْمَعُهَا، عَمْداً نُفَرِّقُها فَمَا تُوَدِّعُنِي إلاّ وَتَسْبِقُنِي إلى اللِّقَاءِ، وَحِيْناً كُنْتُ أَسْبِقُها ثم تبعته الشاعرة العمانية سعيدة بنت خاطر الفارسي بقصيدة "قيس وليلى"،والتي قالت فيها: سَكَبَتْ على ورق الخطاب أحلام ماضي العمر ظلّلها الضباب فقدت طريقا للمسير وراء لماّع السراب وشكت من الحال التي قد أسلمتها للخواء أصداء صرختها زئير لبوءةٍ مجروحة أضحى يرددها اليباب. ثم ألقى بعد ذلك الشاعر السعودي محمد جبرالحربي بقصيدته "وقوفاً ببابك"،والذي قال فيها: هي دمعة لم تجهد العين، وآثرت البقاء مع حرقة القلب، مع دموع أخرى متشبثة بالحجرات والنياط، متعلقة بذكراك، وخائفة ألا تكون موجودة حين تعبر بطولك الفارع، وجبينك العالي، وبسمتك المنحوتة في صبر السنين. لم يكن أحد يسمع لي إلا أنت، ولم يكن أحد يستمع ويستمتع إلاك. بحثت قبل فترة في عطورك فوجدت الأوراق التي كنت أهديتك على مر السنين ولم يكن أحد يحسن قراءتها إلا أنت.. ثم شارك الشاعر المصري هشام الجخ الذي عبّر عن سعادته بتواجده في هذا المهرجان الذي يعد المهرجان الأقوى في العالم العربي للاهتمام بالثقافة والفنون، ثم ألقى قصيدته الشهيرة "التأشيرة"، التي لاقت استحساناً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور الحاضر للأمسية.حيث قال فيها: أسبّح باسمك الله وليس سواك أخشاه وأعلم أنّ لي قدرا سألقاه .. سألقاه وقد علمتُ في صغرى بأنّ عروبتي شرفي وناصيتي وعنواني وكنّا في مدارسنا نردّد بعض ألحان نغني بيننا مثلا بلاد العُرب أوطاني - وكلّ العُرب إخواني وكنّا نرسم العربي ممشوقا بهامته له صدرٌ يصدّ الريح إذ تعوي مُهابًا في عباءته وكنّا محض أطفال تحرّكنا مشاعرنا ونسرح في الحكايات التي تروي بطولاتنا وأنّ بلادنا تمتدّ من أقصى إلى أقصى وأنّ حروبنا كانت لأجل المسجد الأقصى وأنّ عدونا صهيون شيطانٌ له ذيل وأنّ جيوش أمّتنا لها فعل كما السيل وتلاه الشاعر الكبير الدكتور وليد قصاب من سوريا بإلقاء قصيدة (كما تقول جدتي)، ثم قام الشاعر السعودي جاسم الصحيح بإلقاء قصيدته "اللعبة العبثية"والذي قال فيها: سأشيخ كي تبقى الحياة صبية نار المحبة تستحق ضحيه لابد ان يشكو الهلال نحوله كي تستهل الأشهر القمرية لا دفء في الكلمات.. لا معنى لها حتى تفصل باتساع قضيه ما زلت أرثي للحياة ولم تمت لكنهم أخذوا الحياة سبيه. وشارك في الأمسية عدد من الشعراء الحاضرين، منهم الشاعر عبدالرزاق الربيعي من دولة العراق الشقيقة، بإلقاء قصيدة (أعيد إليّ يديّ)، ثم ختمت الأمسية بألقاء الشاعر الكبير العراقي عدنان الصايغ قصيدته الجميلة (العراق والحلاج).