قال تعالى (ولو تواعدتُم لاختلفتُمْ في الميعادِ ولكن ليقضيَ الله أمراً كان مفعولاً). تتكرر الموافَقاتُ القَدَريّةُ العجيبةُ تدليلاً على حكمةٍ ما. فالفضلُ بعده تعالى في إحياء صحيفةٍ ميّتةٍ (الندوة) لتحمل غداً إسمَ (مكة) يعود لخادم الحرمين الشريفين. منَحها حتى من مالِهِ الخاص لسدادِ ديونِها وإستشرافِ ما يتمنّاه منبراً يليق بأمّ القُرى. لم يكُنْ يتوقع أن من سيُدشّنُها الليلةَ هو إبنُه (مشعل) لتصبح أول عملٍ يؤديه لمكةَ بعد تسلُّمِ إمارتِها. هذه الموافقاتُ تُحمّلُ الصحيفةَ مسؤوليةً مُضاعفةً أمانةً ووطنيةً. فهي تولد في وقتٍ الإعلامُ فيه أمضى سلاح، و الرأيُ يَجمع أو يُفرّقُ، والكلمةُ تَرفع أو تَضع. معيار نجاح الصحافة ليس المال، فمُبتغِي المال يَرِده من حلالٍ أو حرام، ولا الإنتشار، فالغَثُّ والزّبَد يطفو و يظهر لكنه يذهبُ جُفاءً. وأما ما ينفع الناس فيَمكثُ في الأرض. ذاكَ هو التحدي الحقيقي الذي يريده مليكُنا من الصحيفة..ما ينفع الناس..ليَمكُثَ في الأرض.