قال خبراء روس في الطب الشرعي يقومون بفحص رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إنه توفي لأسباب طبيعية، وليس جراء التسمم الإشعاعي كما تزعم أرملته. وتتسق نتائج الفريق الروسي مع تقرير علماء فرنسيين في وقت سابق من الشهر الجاري. غير أن توفيق الطيراوي، رئيس اللجنة الفلسطينية لتقصي حقيقة وفاة عرفات، قال لبي بي سي، إن الجانب الفلسطيني لم يتسلم أي تقرير جديد من الجانب الروسي فيما يتعلق بالتحقيقات حول أسباب رحيل الرئيس عرفات. وأضاف الطيراوي « لم نتلق أي شيء جديد من الجانب الروسي. التحقيقات من جانبنا مستمرة لكشف الحقيقة الكاملة حول رحيل الرئيس عرفات والتي تعتبر قضية وطنية من حق كل الفلسطينيين معرفة تفاصيلها كافة « وكان رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية، فلاديمير أويبا، قد أعلن، بحسب تأكيد وسائل اعلام اسرائيلية وفلسطينية، أن التحاليل البيولوجية والطبية الروسية تشير الى أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات توفي لاسباب طبيعية دون وجود أي تأثير اشعاعي. وقال رئيس الوكالة الروسية التابعة لوزارة الصحة الروسية أن عمل الفريق الطبي انتهى بتأكيد أعضاء الفريق الروسي على نتائج الفحص لعينات رفاة عرفات التي أخذت من قبره في السابق. وكانت أرملة عرفات، سهى عرفات، قد صرحت لوسائل اعلام فرنسية مطلع الشهر الجاري، أن تقرير العلماء الفرنسيين استبعد احتمال تسميم الراحل عرفات بمادة البولونيوم المشعة . وكان فريق من العلماء الفرنسيين يبحث في أسباب وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في 2004، قد أعلن في أوائل ديسمبر/ كانون أول إن عرفات على الأغلب توفي من جراء أسباب طبيعية، بحسب تقرير سرب إلى وسائل الإعلام الفرنسية. وخلص العلماء في تقريرهم إلى أن عرفات توفي عقب «إصابته ب»التهاب عام». وكان تقرير سابق أصدره علماء سويسريون قد قال إن الاختبارات التي أجريت على الجثة أظهرت «مستوى نشاط عال وغير متوقع» لمادة البولونيوم. وتؤيد هذه النتيجة «نوعا ما» النظرية التي يعتقد فيها كثير من الفلسطينيين، وهي أن عرفات مات مسموما، بحسب ما قال التقرير. وتفيد التقارير الطبية الرسمية لعرفات أنه مات في عام 2004 بسبب جلطة نتجت عن اضطراب في الدم. ولم يتمكن الأطباء الفرنسيون حينذاك من تحديد سبب هذا الاضطراب. وكانت جثة عرفات قد استخرجت لإجراء بعض الاختبارات عليها العام الماضي وسط ادعاءات متواصلة بأنه قتل. واتهم كثير من الفلسطينيين إسرائيل بأنها وراء موته، وهذا أمر لا تزال إسرائيل تنفيه. وفي شهر يوليو/تموز 2012، أشار برنامج وثائقي بثته قناة الجزيرة إلى أن العلماء في معهد الفيزياء الإشعاعية السويسري عثروا على آثار «دالة» على مادة شديدة الإشعاع وسامة في الحاجيات الشخصية التي أعطيت لسها أرملة عرفات عقب وفاته، بما في ذلك كوفيته المعروفة. وطالبت سها عرفات السلطة الفلسطينية بمنح التفويض اللازم لاستخراج رفاته من أجل «كشف الحقيقة». وسمحت السلطة الفلسطينية للمحققين الفرنسيين وفريق من العلماء السويسريين باستخراج الرفات وأخذ عينات للاختبار. كما أرسلت روسيا خبراء، وأرسلت عينات إلى وكالتها الاتحادية للطب والبيولوجيا. ورفعت أرملة عرفات قضية مدنية في باريس، تقول فيها إن زوجها قتل بواسطة مجهول سمته «المدبر X» للجريمة. وبدأ الادعاء الفرنسي تحقيقا في القتل في القضية في أغسطس/آب 2012. وكان خبير في الطب الشرعي قد قال الشهر الماضي إن مستويات البولونيوم التي عثر عليها العلماء السويسريون في رفات عرفات كانت أعلى من 18 إلى 36 ضعفا من المستوى الطبيعي. ولكنهم، مع ذلك، قالوا إن ما توصلوا إليه لا يثبت بما لا يدع مجالا للشك نظرية أن عرفات مات مسموما. وشدد العلماء السويسريون على أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى نتيجة محددة بسبب الوقت الطويل الذي مر منذ وفاة عرفات، وبسبب العينات المحدودة التي كانت متاحة، وبسبب ما حدث من خلط في «سلسلة احتجاز» بعض العينات.