الأدب بما يعبر عنه من فنون الشعر و النثر هو بمثابة فن يعبر عن حقيقة شعور الإنسان و طبيعة إحساسه تجاه غيره و تجاه الطبيعة بمختلف مظاهرها بحيث تحكمه عاطفة الأديب و يوجهه خياله غير ان ذلك لا يمنع من كونه يستفيد من العلم و حقائقه في سبيل تعظيم هذه العاطفة و تقوية هذا الخيال لسبك صورته الفنية و الجمالية فيغدو بهذا جامعا بين الإفادة و التأثير.. و للأدب وظائف عديدة غير أن أهمها تتمثل في : الوظيفة التعليمية و التثقيفية عبر مختلف مظاهر الأدب و صوره التعبيرية من كتاب و قصة و رواية و شعر و رسالة و مقالة و خطبة و غير ذلك من وجوه التعبير الأدبي المتنوعة و المتعددة التي تخوض في مختلف المواضيع و تطرق باب مختلف العلوم و الفنون من تاريخ و فلسفة و نقد و غيرها. فهي تؤدي مرة حقائق في العلوم و الفلسفات و مرة حقائق تعينها العاطفة و تكسبها قوة و جمالا كما في التاريخ و النقد و تارة عواطف قوية تسند إلى حقائق الحياة فتبعث في العقول يقظة و في الخيال سموا و ذلك شان الروايات و القصائد و الخطابة و نحوها من فنون الأدب الجميل. فدور الأدب دور تعليمي من خلال ما ينقله من أفكار و آراء و نظريات يتوخى فيها الصحة و الصدق و التزام النهج القويم الوظيفة الدينية باعتبار أن الأدب احد وسائل النطق بالدعوة و الذود عنها و الساعي إلى نشرها بين الجماعات البشرية والوظيفة الإنسانية و الحضرية باعتبار أن الأدب وسيلة مثلى لنقل تجارب البعض إلى الآخرين و تمكينهم من الاطلاع عليها و الاستفادة منها، فمن مهام الأدب انه يصور ما في نفس الإنسان من فكر و عواطف و ربما حوادث لها أهميتها و لها مغزاها ثم ينتقل كل هذا إلى نفس القارئ فيعينه على فهم الحياة و يوقد مشاعره السامية القوية و يوجه نفسه بذلك إلى الغايات الإنسانية النبيلة. الوظيفة التاريخية باعتبار أن الأدب مرآة المجتمع و انعكاساته من خلال جميع الأحداث و الوقائع التي تمر بالأمة الإسلامية، فالأديب أحيانا كثيرة يكون مؤرخا عكس المؤرخ فنادرا ما يكون أديبا في نقل التاريخ بحذافيره بطريقة علمية رصينة عكس الأديب الذي يستطيع المزج بين الصورة الأدبية الهادفة و الملتزمة و بين نقل الوقائع التاريخية. الصحفي والكاتب حسن الأشرف