شعر - بندر العوفي يا بحور الشعر ما تكفي بحورك دام جاتك باخرة وسع الفضا واكبر كثير= ما تعوم الا على بحرٍ غريب وما خطر في قلب ناس و لا عيونٍ شافته ما يهم اللي يهم احمولها مليار طن وشالته ما كنّه الا ريش طير!=رغم كل الريح والامواج سارت ما عثرها ولا غرقها حملها اللي شالته فالطريق اخطار وظروف ٍ غريبة .. في طريق الخير شر وفي طريق الشر خير.!=رغم هذا .. مبحرة من دون صوتٍ و النوارس فوقها حامت ولكن صامته في خضمّ الموج تبحر دون خوف ودون رسم اهداف مدري هو هروب أو علم غير ؟!=عادةً تكتيكها مُحكم مقنّن والهدف ياناس لوهو طافها ما طافته تايهه ما حصّلت مينا وساحل .. والله اعلم بالنهاية وش يكون وش يصير= جرّت آهين : آه يا وقت ٍ عصيب .. وآه يا قبطانها محدٍ عرف وش حالته .! كانت الرحلة مثيرة محد يعلم بالمصير الا عليم الغيب عالم بالمصير=يا عجايب يا غرايب من طلاسيم ٍ تخفت عن عيون أهل المعاني صانته .! ناظروا فأوصافها فعلا ً . عجيبه . شامخة . متمردة . وشراعها قز وحرير=فاتنة . متميزة . بالزين غصبٍ تلفت الانظار والقبطان رافع هامته شايله حمل ٍ مكرر فالبداية والنهاية والوسط به علم ثاني يابصير=مير ماالله حمّل الانسان حمل ٍ ما يطيقه كل حي الله محدد طاقته يا بحور الشعر ما تكفي بحورك دام جاتك باخرة وسع الفضا واكبر كثير .!=ما تعوم الا على بحر ٍ غريب وما خطر في قلب ناس و لا عيونٍ شافته قراءة: فهد ضيف الله الغيداني توطئة النص.....إضاءة الشاعر....ضوء بندر العوفي شاعر المحاورة المبدع يبحر هنا على ظهر باخرته في شعر النظم ليثبت للجميع انه قبطان ماهر. إيغالا في النص: القصيدة بحرها غريب ولم أجده في الحقيقة وهو بحر مختلط مركب والشاعر عندما يتجلى يستطيع تركيب بحور غريبة وخلطها وأبرز من قام بذلك هما الشاعران المعروفان خلف بن هذال العتيبي واحمد الناصر . يا بحور الشعر ما تكفي بحورك دام جاتك باخرة وسع الفضا واكبر كثير ما تعوم الا على بحر ٍ غريب وما خطر في قلب ناس و لا عيونٍ شافته ! يبتدئ الشاعر قصيدته بمخاطبة بحور الشعر حيث يخاطبه محذراً من أن باخرته أتت على بحر غريب على القارئ " واتضح ذلك من بعض الردود على قصيدته المنشورة في مواقع الشعر بالانترنت" ثم يستطرد بأن هناك ما هو أهم من البحر وغرابته للقارئ وهي حمولة هذه الباخرة وحمولتها بالطبع هي معاني جميله .... تأملوا معي: ما يهم اللي يهم احمولها مليار طن وشالته ما كنّه الا ريش طير .! رغم كل الريح والامواج سارت ما عثرها ولا غرقها حملها اللي شالته باخرته تحمل مليار طن ورغم ذلك حملته الباخرة وكأنه ريش طير أي لم تتأثر به ولم تتسبب الريح والأمواج بأي مشاكل وصعوبات قد تعيق إبحار الباخرة. فالطريق اخطار وظروف غريبة .. في طريق الخير شر وفي طريق الشر خير.! رغم هذا .. مبحرة من دون صوتٍ والنوارس فوقها حامت ولكن صامتة يصف الشاعر هنا رحلة الباخرة، وتأملوا التناقض والجمال في التشبيه. (في طريق الخير شر وفي طريق الشر خير) والمعنى واضح وجميل ولا يحتاج إلى شرح، ثم يستطرد في نفس البيت ويوضح أن باخرته مبحرة بهدوء وتحوم فوقها النوارس أيضاً بصمت وهنا تشبيه بليغ رغم أصوات النوارس المعهودة إلا أنها احتراماً للباخرة وحمولتها كانت صامته في خضمّ الموج تبحر دون خوف ودون رسم اهداف مدري هو هروب أو علم غير ؟! عادةً تكتيكها مُحكم مقنّن والهدف ياناس لوهو طافها ما طافته يواصل الشاعر وصف الرحلة حيث يوضح أنها مبحرة ولكن لا تعلم إلى أين هي مبحرة رغم خبرتها في الرحلات... تايهه ما حصّلت مينا وساحل .. والله اعلم بالنهاية وش يكون وش يصير جرّت آهين : آه يا وقت ٍ عصيب .. وآه يا قبطانها محدٍ عرف وش حالته . تواصل الباخرة المسير ولكنها تتوه ولا تجد ساحلاً أو ميناء والله فقط يعلم بنهايتها وتئن الباخرة في نفس البيت من سوء ظرفها وحال قبطانها. نقطة ضوء اعتقد أن الشاعر يرمز في رحلة الباخرة إلى رحلته هو في الحياة ولكن بما أن المعنى في بطن القبطان فله الباطن ولنا الظاهر فقط. كانت الرحلة مثيرة ماحد يعلم بالمصير الا عليم الغيب عالم بالمصير يا عجايب يا غرايب من طلاسيم ٍ تخفت عن عيون أهل المعاني صانته .! لا تزال الرحلة مثيره ولا احد يعلم مصيرها إلا الله وهنا تكرار للبيت السابق مع اختلاف الصورة. كما يؤكد ما قلته أنا في عجز البيت أن القصيدة تحمل طلاسم تصعب على من يحاول فك رموزها. ناظروا فأوصافها فعلا ً . عجيبه . شامخة . متمردة . وشراعها قز وحرير فاتنة . متميزة . بالزين غصبٍ تلفت الانظار والقبطان رافع هامته. يريد منا الشاعر تأمل الباخرة فهي عجيبة متميزة تلفت الأنظار وقبطانها وشاعرها يفتخر بذلك ويرفع رأسه. شايله حملٍ مكرر فالبداية والنهاية والوسط به علم ثاني يابصير مير ماالله حمّل الانسان حمل ٍ ما يطيقه كل حي الله محدد طاقته. يكرر على وصف الحمل وصعوبته وان الإنسان يحمل حملاً ولكن الحمل محدد من الله فهو لا يحمل فوق طاقته. يا بحور الشعر ما تكفي بحورك دام جاتك باخرة وسع الفضا واكبر كثير .! ما تعوم الا على بحر ٍ غريب وما خطر في قلب ناس و لا عيونٍ شافته يقفل القصيدة كما بدأها بمخاطبة بحور الشعر إضاءات -في القصيدة فلسفه عميقة تتميز رغم صعوبة بحرها وعمق معناها بجمال التصوير ودقة الوصف. -في القصيدة تحريك للساكن وإثارة للقارئ.