استضاف النادي الأدبي بالأحساء الشاعرة والأديبة القطرية حصة العوضي في أمسية شعرية نسوية ، أقامها مساء الاثنين الماضي . وقد أمسكت الكاتبة فاطمة عبد الرحمن زمام التقديم مستهلة في مقدمتها الشكر للحضور على الاستجابة وقد أطلقت تعبيرا على هذه الأمسية بأنها حروف تاقت للبوح ، تعقّب تقديمها اللطيف كلمة لمديرة القسم النسائي للنادي د. اقبال العرفج التي رحبت بدورها بالأديبة القطرية ، و أشارت أن النادي مفتوح لجميع المبدعين والمبدعات لأن يثروا الأحساء بالعطاء والتمييز ، ختمت الدكتورة اقبال كلمتها بشكر الفنانة التشكيلية سلمى التي أتحفت النادي بمجموعة من لوحاتها التشكيلية بعد إنهائها ورشة في الفن التشكيلي . «لحظة صمت « ابتدأتها أ. اعتدال الذكر الله وقد دعت الحضور لتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء غزة ثم ترجمت حزنها على المنكوبين بقصيدة مطلعها ياغزة ياجرح الأمة من بارينا أنت الرحمة أنت الحب أنت القلب ياجرحا قد طبب جروحي ثم تدرجت إلى التعريف بالشاعرة حصة العوضي التي دفعت من عمرها 30 عاما في خدمة الوطن العربي قَدمت من دوحة العروبة والسلام ، دوحة الأمة وتضميد الجراح .. أتتنا مثخنة بجراح غزة وأنين اليتامى والثكالى . حصة بكالوريوس اعلام من مصر وماجستير أدب الطفولة وشاركت في البرنامج العربي الشهير : افتح ياسمسم ، أيضا شاركت في تحرير مجلة حمد وسحر، والمجلة الشهيرة باسم ولها 30 قصة للأطفال و أصدرت العديد من الدواوين الشعرية كما وأنها حصلت على العديد من الجوائز ثحدثت حصة عن مشوارها الطويل عن آلام الإنسان العربي ومايحفه من حرمان وعذاب . ابتدأت الشاعرة أمسيتها بقصيدة جريحة نازفة مشيرة إلى أن قضية غزة هي قضيتنا في الوقت الحالي لا يمكن لمبدع أن يتجاوزها « تلك هي القضية « نوهت إلى أن هذه القصيدة هي آخر إنتاجها سبقت الأمسية بأربع ساعات فقط !! تعقبت أحزان غزة قصيدة من نوع آخر .. قصيدة في الحب «أقسمت ألا أحبك إلا يوما واحدا « ثم أخرجت من بين أوراقها قصيدتين متعارضين الأولى تكلمت على لسان المرأة وعنونتها ب « أنت طالق « وهي تحكي مشاعر المرأة حين يتخلى عنها زوجها ويركلها بالطلاق ، أما الأخرى فتحكي بحس مرهف مشاعر الرجل الذي يصبح ضحية للمرأة حين تستعين بحقها في الخلع .. استهلت القصيدة ب طلقتني مثل جلباب قديم خلعتني .. لم تبال بالدم الساكن في جنبي .. ولا حتى بقلبي .. في هاتين القصيدتين تناولت موضوعا يمس صميم المجتمع بلغة صادقة وحس مرهف وكأنما أرادت أن تستعطف الرجل والمرأة وتحد من هذه الظاهرة العنيفة البادية في الانتشار بشكل مخيف ثم انتقلت إلى الرثاء في قفزة سريعة في تلبية سريعة لطلب الجمهور الذي تساءل : ألك قصيدة في الرثاء ؟ أجابت : وهل تكتب خنساء هذا العصر غير الرثاء !! وأضافت أن أحد الكتاب أجرى دراسة بين شعر الخنساء في الرثاء وبين شعر حصة العوضي « ورَحلتي « قصيدة رثاء كتبتها الشاعرة في أختها المتوفاة ، التي بكتها في 6 قصائد !! من ثم أنشدت قصيدة نبطية زفت فيها ابنة أختها ليلة عرسها قصيدة مكتبوبة باللغة المحكية معبرة عن فرح غامر ألحقتها بقصيدة فصيحة من تراث الأجداد، استذكرت فيها كل مراسيم الزفاف في الماضي . ورغم تنوع الأغراض في شعر حصة إلا أن الوطن يبقى حاضرا في قلبها وروحها ودمها مساء الخير ياوطني مساء الورد والعناب والسكر مساء ليس في الكون مثله يذكر انطلقت بعدها إلى قصيدة بعنوان : « امرأة فوق كل الاستثناءات « يا امرأة .. وهبت للكون غلال الحب نثرت في الريح قصائد نحفظها في القلب ... امرأة لاترسمها الألوان ولا الأقلام .. لم تولد في أي خيال أسطوري .. أو أحلام ..... سكنت في كل مرافئنا فرحا .. يبحث عن لؤلؤة تاهت .. مابين الجيد وبين النحر .. وبين القلب .. وكما ابتدأت الأمسية بآلام غزة ختمتها بآهات العراق الجريح الذي يشاركها الأنين والأحزان «كم عليا ً في العراق « عنونت قصيدتها عن علي الطفل العراقي الذي حين أفاق من البنج وجد أنه أصبح بلا يدين باحثا في كل جنب .. عن ذراعيه التي اختفتا .. طرفة عين .. عن شقيقيه .. أبيه .. أمه .. باحثا يسأل .. أماه .. أبي .. يبكي .. تراكم أين ..أين ؟؟ وذراعي .. ؟؟ أما كانت ذراعاي هنا .. في كتفي ..؟؟ .. ذا على واحد .. من لظى الحرب أفاق .. سائلا .. مستفسرا .. عن يومه المر المذاق .. ليس يدري .. مالذي حل بأطفال العراق .. ليس يدري .. كم عليا في العراق ؟؟ .. كم صبيا في لظى الحرب .. تبدد ؟؟ كم صغيرا طاله القصف .. وكم قلبا تنهد .. ؟ لملمت الشاعرة أوراقها وهي تستمع إلى مداخلات الحضور التي استهلت بهذا السؤال : هل مازال الشعر يحتفظ بمكانته في عهده السابق ؟ أجابت نافية : لم يعد للشعر صوت يسمع ، أفقر الناس وأكثر الناس ععطالة وبحثا عن سبل العيش هم الشعراء !! وأغلب الشعراء يظنون أنفسهم مجانين ومهملين .. وذلك أنهم حساسيين جدا. ثم علقت أن الشعراء النبطيون يتمتعون بصيت و شهرة وهذا مالا يجده شعراء الفصحة . ثم داخلت د. جليلة الماجد : بعيدا عن المجاملة أ. حصة سعدنا بهذه الأمسية الجميلة الطيبة فقد عكست شيئا من شخصيتك ، سؤالي : هل هناك ومضات تأثر شعرك من شعراء العصر الحديث ؟ وهل كنت وليدة أسرة لها جذور في الشعر ؟ فقالت تجيب عن السؤال الأخير : والدتي كانت تتحدث بالزجل ، وعمي كان راوية للشعر لكن لم يقل الشعر .. أظن أني تأثرت من عمي . أما شعري فقد استقيته من شعراء المهجر أحببت شعرهم أكثر لاحساسهم بالغربة والحنين للوطن ... ثم صارت تعدد شعراء علقت أسماؤهم بذاكرتها وابتدأتهم بأبو القاسم الشابي ، إيليا أبو ماضي ، ميخائيل نعيمة ، .. داخلت الشاعرة : ينابيع السبيعي بقصيدة عن أوجاع غزة تلتها مداخلة أ. منال الخليفة منسقة العلاقات في النادي وطرحت سؤالين .. الأول : أ. حصة دائما يطالعنا وجهك البش فعلام َ تسطرين القصائد الحزينة ؟ سؤالي الثاني : ماقصتك مع النقاب ؟ قالت : الأحزان بحياتي لا تنطفي أنا حساسة جدا ، والحزن يعيش في قلبي عمرا أطول من الآخرين فقدت والدي وأختي وكثير من أهلي و أخيرا خالي الذي رباني والذي أبصرت فيه الوالد والمربي . ثم انحدرت تجيب على السؤال الثاني : أنا ضد النقاب الدارج هذه الأيام والذي يراد به التبرج لا الستر أنا ضد النقاب الذي تضعه المرأة لتبرز مفاتنها فترسم كحلا وتدلي خصلة من شعرها تريد به الإغراء لا الستر وختمت حديثها أنها مع الستر وضد التبرج بكل صنوفه وألوانه . ختمت أ. فاطمة عبد الرحمن الأمسية وقامت مديرة النادي د . اقبال بتسليم باقة ورد مرفقة بدرع للشاعرة والأديبة حصة العوضي .