الضفة الغربيةالمحتلة –اسلام اون لاين -وكالات بينما ينشغل العالم بالحرب الإسرائيلية الدائرة في قطاع غزة لليوم السادس عشر على التوالي، تواصل سلطات الاحتلال بصمت تنفيذ خططها في الضفة الغربيةالمحتلة ومدينة القدسالمحتلة، من اعتقالات ومداهمات ليلية ومصادرة أراضٍ وتوسع استيطاني، ما اعتبره محللون "سباقًا مع الزمن لفرض أمر واقع اسبتاقا لأي حلول مستقبلية بالضفة والقدس". فقد امتدت إقامة جدار الفصل خلال تلك الفترة في منطقة الرماضين جنوب مدينة الخليل، وبلدة جبارة قضاء طولكرم، وضاحية البريد ومخيم شعفاط بالقدسالمحتلة، إضافة إلى عمليات اقتلاع أشجار الزيتون وتجريف أراضي المواطنين في بلدتي بلعين ونعلين قرب مدينة رام الله، كما أصدر ثلاثة إخطارات بالهدم لمنازل فلسطينية، منها اثنان في بيت لحم والأخير بالقدس.وفي الأسبوع الأخير من ديسمبر 2008 اقتحم أكثر من 100 مستوطن أراضي موقع مستوطنة حومش المخلاة، والواقعة شمال مدينة نابلس، وتتكررت هذه الاقتحامات، تمهيدا لإعادة مصادرة هذه الأراضي، بحسب تخوفات المواطنين الفلسطينيين.ورصد المركز أيضا خلال الأسبوع الثالث من الشهر الماضي إصدار قرار عسكري بمصادرة 3 دونمات (...) من أراضي قرية نحالين غرب بيت لحم قال إنها لأغراض عسكرية.وقام مستوطنو "تلمون" و "زنيريا"، المقامتين على أراضي محافظة رام الله، بجرف مئات الدونمات الزراعية خلال الأيام الخمسة الأخيرة من ديمسبر 2008. فيما تستمر أعمال توسيع في مستعمرة معاليه زيتيم" في رأس العمود بالقدسالمحتلة. * الاعتقالات تتصاعد بجانب ذلك، تواصل قوات الاحتلال عمليات الاعتقال ومداهمة بيوت المواطنين في العديد من مدن الضفة، ففي صباح اليوم الأحد اقتحمت قوات إسرائيلية معززة بعشرات الجيبات العسكرية وناقلات الجند بلدة قراوة بني حسان في محافظة سلفيت، حيث سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في مناطق مختلفة من البلدة.وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال داهمت عدة منازل للمواطنين الفلسطينيين ونفذت عمليات تفتيش بحجة البحث عن مطلوبين، وفي محافظة نابلس اعتقلت مساء أمس خمسة فلسطينيين بعد أن داهمت بيوتهم وفتشتها بشكل وحشي.وبحسب إحصائية لمؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان فإن قوات الاحتلال اعتقلت خلال العشرة الأيام الأولى من الشهر الجاري ما يزيد عن 100 مواطن فلسطيني. فيما تقتحم العديد من بلدات ومدن الضفة، وتنفذ عمليات تفتيش في بيوت المواطنين.كما تحاول قوات الاحتلال المتمركزة على مداخل المدن الفلسطينية قمع المسيرات والتظاهرات التي ينظمها فلسطينيو الضفة تنديدا بالحرب على غزة.وقد استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب العشرات بجروح متنوعة خلال هذه التظاهرات، حسب مصادر طبية فلسطينية؛ إثر إطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز عليهم. * سباق مع الزمن المحلل السياسي الفلسطيني، هاني المصري، علق على هذه الممارسات، قائلا: إن "الاحتلال في سباق مع الزمن لتنفيذ خطته بالضفة الغربية".وأوضح ا أن "المجازر في غزة استحوذت على اهتمام العالم العربي والمجتمع الدولي؛ ما سهل على الاحتلال استغلال ذلك الواقع لتنفيذ مخططاته بالضفة الغربيةوالقدس المحتلتين".وأكد أن "الاحتلال يسعى لخلق أمر يُسهل فرض الحل الإسرائيلي في نهاية المطاف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لذلك يستمر في الاعتقالات ومصادرة الأراضي وبناء الجدار، وهذا أمر متوقع يجب ألا تغفله المؤسسات الحقوقية". واتفق الباحث الحقوقي بمؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان، أحمد الطوب، مع ما ذهب إليه المصري، قائلا: إن "الإحصائيات تفيد بأن الاعتداءات والاعتقالات في تصاعد، إضافة إلى تكثيف الحواجز العسكرية حول المدن وإحكام الإغلاق وغيرها الكثير من الانتهاكات التي باتت تشكل منهجا أساسيا في سياسة الاحتلال تجاه المواطنين في الضفة المحتلة".وطالبت المنظمة المواطنين الذين يرصدون مثل هذه النشاطات بأن "يبلغوا عنها فورا كي تتمكن المنظمة من العمل على إحباط هذه النشاطات قبل أن تتجذر وتتفاقم على الأرض".