مع خوض قوات اسرائيلية وحماس معارك في قطاع غزة.. يتضح ان لدى كل منهما استراتيجيات مؤكدة، فاسرائيل وحماس تريدان تكبيد الطرف الاخر اكبر قدر من الخسائر. فقد قذفت الاخيرة المئات من الصواريخ على المستوطنات اليهودية بدافع الثأر من المجازر التي ترتكبها الاسلحة الاسرائيلية بالفلسطينيين، اما اسرائيل فتريد توجيه ضربات لناشطي حماس حتى مرحلة يكونون عندها اما غير مستعدين او غير قادرين على السعي لمواجهة اخرى مع الدولة العبرية، لتشمل ضرباتها كافة مساكن الفلسطينيين ومستشفياتهم ومساجدهم ومدارسهم وجامعاتهم بهدف وأد شعب بأكمله وليس مقاتلي حماس. وبالنظر الى ميزان التسلح لدى كل من الجانبين فنرى تفاوتاً في العتاد لصالح اسرائيل، وقدراً كبيراً من المعنويات لصالح حماس، يقابله تدني واضح في المعنويات لدى عسكر الجيش الصهيوني، حيث تمتلك اسرائيل جيشا قوامه الاف من القوات النظامية وقوات الاحتياط جيدة التدريب في ساحة المعركة، بينما حماس فلديها حسب التقديرات 25 الف مقاتل مع اسلحة صغيرة ومقذوفات صاروخية. وتقول اسرائيل ان الحركة تمتلك ايضا صواريخ متطورة مضادة للدبابات وربما يكون لديها صواريخ مضادة للطائرات يمكن حملها على الاكتاف بوسعها ضرب طائرات هليكوبتر او طائرات تحلق على ارتفاع منخفض. ويقول مسلحون فلسطينيون انهم اعدوا شبكة من العوائق الارضية المميتة ابتداء من الالغام الارضية الى الخنادق والشراك الخداعية. ونفذت حماس عشرات من التفجيرات الانتحارية في اسرائيل وتقول ان رجالها ونساءها قد يستأنفون ذلك التكتيك الان. ولدى حماس مخزون من الصواريخ كثير منها صنع محليا من انابيب لكن لديها بعض صواريخ كاتيشوا الروسية اكثر دقة وسقطت على بعد 40 كيلومترا داخل اسرائيل. وقد وصف قادة حماس القتال الدائر في غزة بأنه قتال حتى النهاية لذا فإن دافع النشطاء الذي تؤججه بالفعل حماسة دينية مرتفع. ويمكن ان يجعل ذلك من جميع سكان غزة جنوداً في مواجهة القوات الصهيونية. كما إن الفلسطينيين مستعدون فيما يبدو لاسر جنود اسرائيليين الى جانب جلعاد شليط الجندي الذي اسر في هجوم عبر الحدود في 2006. والنجاح في ذلك واي تهديد من حماس بقتل الاسرى قد يمكن الفلسطينيين من وقف اسرائيل. اما العيوب التكتيكية لاسرائيل فتبدو واضحة بجلاء من خلال الحذر الواضح لاسرائيل في التوغل في غزة خوفاً من أن تتحول قواتها الى اهداف استراتيجية لقذائف ورصاص حماس. على الرغم من التباينات الواضحة والاختلافات الشاسعة بين كل من مقومات الجيش الاسرائيلي وقوات حماس، إلا أن الجيش الاسرائيلي يعاني من معنويات هابطة ومتدنية لانعدام الدافع الحقيقي لحربه، وخوفه من تكرار ما حدث في ساحة المعركة مع حزب الله اللبناني، اما كتائب حماس فيمكن القول ان اسرائيل تحارب شعباً بأكمله وليس افراد حماس فقط، فضلاً عن الرأي العربي والعالمي المناهض لهذه الحرب، مما يعزز من عزلة اسرائيل أكثر فأكثر.