ارتفعت اسعار برميل النفط مجددا الى 40 دولارا في نيويورك في سوق قلقة من انعكاسات الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة على امدادات الذهب الاسود. وفي سوق نيويورك اقفل سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم شباط/فبراير على 40,02 دولار بارتفاع 2,31 دولار قياسا الى سعره . وفي لندن كسب برميل نفط برنت المستخرج من بحر الشمال 2,18 دولار ليصل الى 40,55 دولارا. وبعد ان انهى تسع جلسات متتالية من التراجع واصل النفط الخام ارتفاعه متأثرا "بالعنف في الشرق الاوسط" كما قال اندي ليبو من مؤسسة ليبو اويل اسوسييتس. ولليوم الثالث على التوالي واصلت اسرائيل هجماتها على قطاع غزة مستهدفة كما تقول حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، مما اسفر حتى الان عن سقوط 360 فلسطينيا بينهم 57 مدنيا على الاقل في عدادهم اطفال. وان كان النزاع لم يتسبب بحد ذاته في اضطراب الانتاج في المنطقة الا انه يتميز بعنف غير مسبوق منذ احتلال اسرائيل الاراضي الفلسطينية في 1967. وقال اندي ليبو "هناك مخاوف من تصعيد نحو نزاع اوسع" خصوصا مع "مخاوف من ان تستهدف اسرائيل ايران". وتعد ايران ثاني بلد مصدر للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك). واعتبر مايك فيتزباتريك من مؤسسة ام.اف غلوبال "ان عمليات عسكرية اسرائيلية تثير دوما القلق بسبب الشكوك حول نتيجتها"، مضيفا "ان المنطقة كانت ولا تزال على برميل بارود من شأنه ان يتسبب بانفجار قد يكون له تأثير على عرض النفط". ويرى المحلل ان "الاسعار تبقى حساسة للتطورات الجيوسياسية خصوصا في هذه المنطقة من العالم، لكن ضعف الدولار وحجم العرض المتدني وحركة اصطياد فرص الاعمال الجيدة للاوروبيين اكثر تاثيرا على الارجح". فقد تراجع الدولار مقابل اليورو الذي ارتفع خلال الجلسة الى 1,43 دولارا مما يجعل المواد الاولية اكثر جذبا للمستثمرين الذين يملكون عملات اخرى. وقال اندي ليبو محذرا "في العموم ان السوق النفطية ترتفع عندما تتكثف الاعمال الحربية في الشرق الاوسط لكنها تهبط ايضا عندما تهدأ هذه الاعمال". واضاف "ان العاملين الحاسمين بالنسبة للسوق النفطية يبقيان الوضع الاقتصادي العالمي والطريقة التي تحترم بها اوبك التخفيضات الانتاجية التي اعلنتها مؤخرا". وقد اعلن الكارتل النفطي ثلاثة تخفيضات انتاجية منذ اربعة اشهر في محاولة لم تكلل بالنجاح لوقف تدهور اسعار النفط التي خسرت نحو ثلاثة ارباع قيمتها منذ تموز/يوليو. ويعود اخر قرار بتخفيض الانتاج الى 17 كانون الاول/ديسمبر اتخذته المنظمة في وهران بالجزائر ونص على خفض للعرض ب 2,2 مليون برميل في اليوم يفترض ان يبدأ العمل به اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير 2009. ودعا سلطان عمان قابوس بن سعيد الاثنين لدى افتتاح قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تملك 45% من الاحتياطات النفطية العالمية، الى ايجاد "قاعدة لاستقرار اسعار النفط/ على اسس تناسب المستهلكين والمنتجين والدول النامية على حد سواء. وقال السلطان قابوس الذي تستضيف بلاده القمة الخليجية ان جهود مواجهة الازمة المالية العالمية تتطلب "النظر في ايجاد قاعدة لاستقرار اسعار النفط في الاسواق بما لا يرهق المستهلك ويلبي متطلبات التنمية للشعوب النامية ولا يلحق ضررا بالدول المنتجة".