استجابة ل "احتجاجات" فلسطينية ودولية، أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تعليماته بوقف تنفيذ خطة استيطانية واسعة في الضفة الغربيةالمحتلة كانت حكومته أعلنت عنها . ويرجح ساسة ومقربون من دوائر القرار أن يكون عدول نتنياهو عن تنفيذ المخطط مجرد تكتيك سياسي لتفادي المساس بالمصالح الإسرائيلية. وكانت إسرائيل طرحت مناقصة لتخطيط 24 ألف وحدة سكنية في الضفة الغربية تشمل أيضا 1400 شقة في المنطقة الواقعة بين القدسالشرقية وأريحا، وتعرف بالمنطقة "إي 1". وقد قوبلت خطط الاستيطان بانتقاد من بعض الدول كونها تقطع أوصال الضفة الغربية، وتجعل فكرة الدولة الفلسطينية غير عملية. وقال بيان صادر عن ديوان نتنياهو إلى وزير الإسكان بإعادة النظر في جميع الخطة المذكورة. نتنياهو قال إن المخطط الجديد يسبب صداما غير مبرر مع المجتمع الدولي ، ونقل البيان عن نتنياهو قوله إن هذه الخطوة لا تقدم شيئا للمستوطنين بل سببت ضررا لمشروعهم. وتابع "لا يوجد أي معنى قانوني وعملي لهذه الخطوة التي تسبب صداما غير مبرر مع المجتمع الدولي". وشدد على أهمية عدم صرف أنظار المجتمع الدولي حاليا عن جهوده لمنع إيران من الحصول على صفقة تمكنها من مواصلة برنامجها النووي. وأوضح البيان أن الوزير رد على رئيس الحكومة باستعداده لإعادة النظر في جميع المنشورات الخاصة بالتخطيط لوحدات سكنية جديدة. لكن الوزير عن تحالف "الليكود-إسرائيل بيتنا" سيلفان شالوم قلل من أهمية وقف الخطة، واعتبره مجرد تكتيك سياسي لافتا إلى أن توقيتها غير مناسب. ويبرر شالوم البناء الاستيطاني بالقول إن أي تسوية محتملة ستبقي أم المستوطنات "معاليه أدوميم" تحت السيادة الإسرائيلية. بدورها، ترجح عضو الكنيست عن حزب العمل ميراف ميخائيلي أن تختار حكومة إسرائيل توقيتا آخرا -بعد انتهاء مدة الشهور التسعة التي حددت للمفاوضات- لتوسيع المستوطنات انسجاما مع "منطلقاتها اليمينية المتطرفة وبالتقسيط وربما بالخفاء". واتهمت ميخائيلي حكومة نتنياهو بضرب المصالح الحيوية لإسرائيل بتوجهاتها وخطواتها "العمياء"، وحذرت من المساس بالعلاقات مع الولاياتالمتحدة التي قالت إن الدولة اليهودية ترتبط بها من كل النواحي. من جهة ثانية، رأت ميخائيلي أن نتنياهو يهمل المصالح الوجودية لليهود برفضه الصفقة المقترحة عليه من قبل واشنطن بتسوية القضية الفلسطينية مقابل "نزع السلاح النووي الإيراني" وتوفير حماية إستراتيجية أبدية لإسرائيل. واعتبرت ميخائيلي أن استمرار الاستيطان مناف للقانون الدولي ولمصالح إسرائيل، ويدلل على رفض حكومة اليمين تسوية الصراع مع الفلسطينيين ويفضح تشبثها بأفكار توراتية. وتابعت "تمسكنا بالاستيطان يبعدنا عن الحياة بسلام وأمان". كذلك ترى مديرة وحدة الرصد الميداني بحركة "السلام الآن" حجيت عوفران أن إسرائيل لن تتوقف عن البناء الاستيطاني، وإن وقف المخطط الجديد فهو نتيجة اعتبارات تكتيكية فقط. وتوضح عوفران أن المخطط الذي تم تجميده خطير جدا لكونه يمتد على مواقع حساسة كالبناء بالقدس وداخل مستوطنات معزولة ونائية. يُشار إلى أن إسرائيل أعلنت قبل عشرة أيام عن مخططات استيطانية جديدة بمنطقة القدس غداة الإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين.