كانت الانوار امامه كأنها قنديل يحمل الوانا زاهية من الاضاءة وهو يراها من نافذة الطائرة بعد ست ساعات قطعها من مدينته البعيدة في اقصى المغرب. مس قلبه شعور غريب وعيناه تصافحان المنائر المتعددة ادرك انه في سماء المدينة التي كان يحلم بها .. راح يسأل نفسه هل صحيح انا في المدينةالمنورة. هبطت الطائرة . سحب حقيبته الصغيرة انحشر في الحافلة بين جموع من - الحجاج - الزائرين الصق جبهته بزجاج النافذة وكأنه يريد ان يتأكد انه في تلك المدينة التي كان يحلم بالوصول اليها. نسي كل شيء .. بلده .. اهله .. اصدقاءه كل ذلك حذف من ذاكرته كل ما بداخله هو السؤال الصارخ متى اقف في ذلك المقام مسلما على اشرف الخلق .. والتمتع بتلك الروضة - والوقوف فيها. هزه من بجانبه "يا حاج" آخر لقد وصلنا - هز دبشك. اخذته كلمة يا حاج كأنه يسمعها لاول مرة. دخل غرفته .. اغتسل لبس ما لديه من ثياب جديدة اعدها لهذه المناسبة سمع آذان الفجر كأنه لم يسمع آذانا من قبل في جماله وانسيابه في نفسه. راح يسرع الخطى ليدخل الى المسجد وقف أمام الضريح في شوق المؤمن ، اصابته حالة وجد : لكن من بجانبه لم يجعله يستغرق في تلك الحالة عندما لكزه في كتفه. انسحب في هدوء وانصرف ونظره الى الخلف يتابع تلك الحشود في ذلك المكان.