قدم تقرير جديد لشركة «نيلسن بوك»، المتخصصة في أبحاث صناعة الكتب والنشر، نتائج استطلاع أجرته الشركة حول مدى تأثر عادات القراءة لدى الأطفال والمراهقين في بريطانيا بالأنشطة الأخرى، كاستخدام مواقع الإعلام الاجتماعي وتطبيقات الألعاب. وأوضحت النتائج استمرار إقبال المراهقين على القراءة؛ إذ تقرأ نسبة 32% منهم يومياً بغرض المتعة، وتصل نسبة من يقرؤون أسبوعياً إلى 60%، واحتلت القراءة المرتبة الثانية بين الأنشطة الأكثر شعبية بين المراهقين بعد التلفزيون بنسبة 36%، وتبعها استخدام الشبكات الاجتماعية بنسبة 20%، ثم مشاهدة مقاطع الفيديو في موقع «يوتيوب»، وألعاب وتطبيقات الهواتف المحمولة. وبالتدقيق في نتائج التقرير، أشار إلى تراجع القراءة مقارنة بالأنشطة الأخرى؛ فخلال العام الجاري، ارتفع معدل إقبال المراهقين على تطبيقات الألعاب، وزيارة موقع «يوتيوب»، والرسائل النصية عبر الهواتف، في مقابل تراجع القراءة بنسبة تقترب من 8%. ومن ناحية أخرى، يوضح العديد من الخبراء أهمية القراءة ودورها في تخلص الإنسان من التوتر والشد العصبي، فالقاريء عندما يمسك بين كفيه كتاباً مشوقاً ويندمج في تفاصيله وصفحاته، تحدث له حالة من الانفصال المؤقت عن الواقع بكل توتراته ومشاكله، وتنتابه حالة من الاسترخاء والهدوء تساعده بعد ذلك على العودة لمزاولة أنشطته اليومية بنشاط وتركيز وهدوء أعصاب. وأيضاً تساعد على زيادة الحصيلة اللغوية، حيث توسع مدارك الإنسان، ليس فقط على مستوى إضافة المزيد من المعلومات والمعرفة، بل كذلك على مستوى تحسين قدراته اللغوية نفسها، وإضافة المزيد من التركيبات والمعاني الجديدة لحصيلته اللغوية، وهذا بالتأكيد يساعده على التعبير عن نفسه بشكل أفضل. كما تعمل القراءة على تحفيز العقل وزيادة التركيز تماماً كما تفعل هواية حل الكلمات المتقاطعة، ويؤكد الخبراء أن المواظبة على القراءة يمكنها أن تقي الإنسان من الإصابة بمرض الزهايمر، وإذا كان القارئ مصابا به بالفعل، فإنها تبطئ من تدهور الحالة. ولكن كل هذه الفوائد تعم على القارئ التقليدي الذي يمسك كتاباً ورقياً ويسترخي في مقعده المفضل ليقرأ، بينما ذكر الباحثون أن العكس صحيح بالنسبة للقراءة عبر الإنترنت؛ لأنها تشتت الذهن نظراً لقراءة مقتطفات صغيرة من هنا وهناك دون التركيز على مقال طويل أو فصل من كتاب، ولكن يمكن الاستعانة بها في حالة معاناة الفرد من مشاكل مادية تمنعه من شراء الكتب، حيث أصبح تداول الكتب الإلكترونية عبر الإنترنت سهلاً للغاية ومتاحاً للجميع دون أي تكلفة تذكر. كما أنها أخيراً تفتح آفاقاً جديدة من العلم والمتعة، فقراءة القصص الخيالية تثري الخيال وتمتع الروح، وقراءة الكتب الثقافية والتاريخية تزيد من المعلومات والمعارف، أما قراءة القصص الذاتية، فتفتح عين القارئ على قصص نجاح وإصرار وتمنحه خلاصة تجارب أشخاص آخرين حققوا نجاحاً في مجالاتهم المختلفة.