استقبل معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس أمس بقاعة الملك فيصل التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية بحضور وكلاء الجامعة وعمداء الكليات فخامة الرئيس السوداني الأسبق المشير عبدالرحمن سوار الذهب ووفد مجلس أمناء جامعة إفريقيا العالمية بالسودان الذي يزور حاليا عددا من الجامعات السعودية لتعزيز مسيرة العمل الأكاديمي المشترك بين الجامعات السعودية والجامعة الإفريقية العالمية بالسودان وبحث سبل تطوير التعاون المشترك بين الجميع في أطر التعليم ونشر العلم في القارة الإفريقية وتوطين العمل بالقارة الإفريقية لما له من دور كبير في رفع الوعي والكفاءة لدى الكوادر العلمية الإفريقية . وبدئ اللقاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة رحب فيها بوفد الجامعة الإفريقية العالمية بالسودان في رحاب جامعة أم القرى مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية كانت قبل ما يزيد من ثلاثين عاما من ضمن سبعُ دولٍ عربيةٍ لتُسْهِمَ بكلِّ أخوَّةٍ وحبٍّ في تأسيسِ مجلسِ أمناءِ المركزِ الإسلاميِّ الإفريقيِّ ذلك المركزُ الذي يمثِّلُ النواةَ الأولى لجامعةِ إفريقيا العالميّةِ حيث استجابَتْ للنداءِ وأقبلتْ بالعطاءِ لا مِنَّةً ولا تفضُّلاً، بل شعوراً بالواجبِ تُجاهَ بلدٍ شقيقٍ، وتُجاهَ مؤسسةٍ تعليميّةٍ اختارتْ لنفسِها أن تكونَ منارةً لإفريقيا كلِّها لا للسودانِ فحَسْبُ . وأفاد معاليه أن بين جامعةِ أمِّ القرى وجامعةِ إفريقيا العالميّةِ سماتٌ مشتركةٌ تتمثل في العراقةُ التاريخيةُ، فقد بدأتْ نواةُ جامعةِ أمِّ القرى سنةَ 1949م بتأسيسِ كليةِ الشريعةِ وبدأتْ جامعةُ إفريقيا مسيرتَها بتأسيسِ المعهدِ الإسلاميِّ الإفريقيِّ سنة 1968، إنها مسيرةٌ تتجاوزُ الخمسينَ عاماً مُلِئَتْ كِفاحاً وتعليماً وكذلك التركيزُ على الدراساتِ الشرعيَّةِ واللغويَّةِ، رغْمَ استيفاءِ سائرِ التخصُّصاتِ والإجادةِ في مختلِفِ فروعِ المعرفةِ، فجامعةُ أمِّ القرى هي نواةُ التعليمِ الشرعيِّ العالي في المملكةِ العربيةِ السعوديَّةِ، وهي كذلكَ مَوْئِلُ الدراساتِ اللغويَّةِ والأدبيَّةِ، وهي أيضاً مَحْضِنُ أقدمِ معهدٍ سعوديٍّ لتعليمِ العربيَّةِ لغيرِ الناطقين بها وفي المقابلِ غيرُ خافٍ تاريخُ جامعةِ إفريقيا في الدراساتِ الشرعيَّةِ واللغويَّةِ، ودورُها في تأهيل الدعاةِ على امتدادِ القارَّةِ الإفريقيَّةِ، وكذلك لا يَخفى على كلِّ متابعٍ ريادةُ معهدِ اللغةِ العربيَّةِ للناطقينَ بغيرِها في جامعةِ إفريقيا وصدارتُهُ في هذا المجالِ على مستوى العالمِ العربيِّ، بل على مستوى العالمِ كلِّهِ وتعتزُّ جامعتُنا بأنَّها اليومَ تَحْتَضِنُ كوكبةً من أكفأِ رجالاتِ هذا المعهدِ إلى جانب الانفتاحُ العالميُّ، فجامعةُ أمِّ القرى كجامعةِ إفريقيا تفتحُ أبوابها لطلابِ المنحِ من شرقِ العالمِ وغربِهِ، وينتشرُ خريجو الجامعتينِ على امتدادِ رقعةِ العالمِ الفسيحِ دعاةً وهداةً ومُعلِّمين ومربِّين. ثم ألقى المشير عبدالرحمن سوار الذهب كلمة نوه فيها باسمه ونيابة عن وفد الجامعة بما تولية هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – حتى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – من عناية واهتمام بالإسلام والمسلمين والحرص على نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة في أرجاء المعمورة ودعم التعليم في الوطن العربي والإسلامي إلى جانب تأمين الحجاج والمعتمرين والزائرين الذي يفدون إلى الديار المقدسة من مشارق الأرض ومغاربها . وأعرب عن شكره وامتنانه لمعالي مدير جامعة أم القرى على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وما ابداه من حرص على تعزيز التعاون المشترك والدائم مع جامعة إفريقيا العالمية بالسودان التي تشترك مع جامعة أم القرى في الأهداف والرسالة والعمل الدعوي مستعرضا المهام والأدوار والإنجازات التي حققتها جامعة إفريقيا العالمية وما تتطلع إليه في المستقبل للنهوض بالتعليم في القارة الإفريقية .