مكة المكرمة ( أيها الطالب) لكل كاتب هدف يسعى لتحقيقه من توضيح أو إرشاد أو كشف حقائق أو تنبيه عن فتن ومصائب .. فكذاك الداعية وكذالك طالب العلم , ولهذا كل يعمل على حسبه وعلى طريقته وهذا يعني أن لكل هدف طريق يخطوا إليه لكي يتحقق له ما اراد الحصول عليه , ومن تلك الخطوات تحقيق هدف الوصول إلى علم الأصول , فتحقيقه يتم بالتدرج عبر سُلم الوصول حتى يصل للمراد ويحقق الإنجاز ولهذا سأقوم بتوضيح الأصول عبر كل مدرج ليسهُل على القاصد التدرج فيه حتى يصل ويحقق الأصل فالمدرج الأول : يتعلق بأعمال القلوب من النيات والمقاصد فهي المثبته للعمل ولأن كل عمل يصاحبه نية ومقصد فحين يكون ذلك المقصد في بيان الحق أو تعلم العلم النافع أو بين الإصلاح والتبيان فيكون عائماً نفعه وواضح أثرهُ بالإخلاص فيه واحتساب الأجر وتفقد القلب وتنظيفه من الأمراض التي قد لا يكون فيها استمرارية في النجاح والإنجاز ..! والمدرج الثاني : اختيار التخصصات المراد الحصول عليها باستشارة أهل العلم والخبرة سواءً كانت تخصصات علمية أو تقنية أو شرعية فكل تخصص لابد أن يعلم قاصده هل يناسب كفاءاته أو خبراته ويرى ما ميوله وأماله فلا يقاس مثلاً بمن كان ميوله ( الطب أو الهندسة ) ولكن ظروفه الاجتماعية لا تناسبه لمسيرة هذا المشوار العلمي , وأيضاً لا يقاس بالأب القائل لأبنه أنت ستصبح ( عالماً ) مثلاً ولكن هذا الابن يعاني من ضعف في قدراته أو تخلف عقلي , وأيضاً من كان يهوى علم التقنية مثل ( الميكانيكا ) ولكنه مشلول الحركة , فهذه معوقات تشل حركة الطالب أو القاصد لمراده فإذاً على الطالب أن يختار التخصص الذي يُمّكنه من الاستمرارية بعد الاستشارة والاستخارة . أما المدرج الثالث : تحصيله للمراد المرغوب فلا بد هنا أن يجدد نيته ويقصد بعلمه نفع المسلمين فأسفي لمن يستخدم علمه للفساد والإفساد فالعلم أداةٌ ذو حدين إن أستخدمها في الخير فهو الأصل وإن كانت للشر فيكون من تعداد المفسدين في البلاد والعابثين بعقول العباد , وأكبر مثال يعاني منه المجتمع ( التحايل والخداع ) فترى الفتي له علمٌ في استخدام الأجهزة الذكية أو الحواسب الآلية فيخترق المواقع وينشر المفاسد , وترى أيضاً ذالك الملتزم والمتعلم العلوم الشرعية فيقوم بتأويلها بالتحايل وخداع الناس أو يتتبع اختلاف العلماء ويقوم بنشره بين العامة ليباهي بعلمه ولا يعلم أنه يُشكل خطراً على الأمه . ونهاية القول : أن المجتمع بحاجة ماسة لطلاب العلم من الشباب فلا يقوم لهذا البلد قائمه إلا بالعلم النافع الذي يعود نفعه على كافة فئات المجتمع ( فالطب والهندسة والتقنية والعلم الشرعي وغيرها ) هي لصالح المجتمع , فعلى القاصد للعلم أن يخطط لرفع شأن هذا البلد بين العالم ولأن العلم هو القوة وبنشره يحصل الصلاح والصلاح هو الأصل في الدين والدنيا.