عثور النساء على دافع للذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية قد يصبح شيئاً من الماضي، فقد كشفت أحدث الأبحاث الطبية أن معظم السيدات يفضلن ممارسة الرياضة في المنزل، بعد أن أظهرت أن أكثر من ثلث السيدات المشاركات في الدراسة يكرهن الصالات الرياضية مفضلين ممارسة رياضيتهن اليومية في المنزل. كما لوحظ أن المرأة العصرية تعتبر المنزل بديلاً أفضل لتوفير الوقت والمال بدلاً من التردد على الصالات الرياضية، إلا أن التقدم التكنولوجي في الأجهزة الرياضية بهذه الصالات يعد أحد الأسباب التي قد تهدد اختيارهن للمنزل. وقد شهدت السنوات القليلة الماضية أيضاً ارتفاعاً في عدد الأقراص المدمجة الرقمية المسجل عليها مجموعة من أهم التمارين الرياضية للمشاهير لرفع اللياقة البدنية، ومع التزايد المضطرد في ضغوط الحياة، يتجه الكثير من الأشخاص إلى طرق لتوفير الوقت وتحقيق نتائج أفضل مع تكييف الظروف والأوضاع لصالحهم، ومنها القيام بالتمارين الرياضية في المنزل مع متابعة التمارين التي شاهدوها على CD. وأثناء ممارسة التمارين الرياضية يعمل وينشط أكثر من جهاز من أجهزة الجسم، ورغم أن أداء التمارين الرياضية هي مسئولية الجهاز الحركي والعضلات بالدرجة الأولى، إلا أن حركة هذه العضلات تحتاج إلى مصادر إضافية من الطاقة؛ فيؤدي ذلك إلى تنشيط عمل الكبد والجهاز الهضمي وزيادة عمليات احتراق الغذاء داخل الجسم، الأمر الذي يؤدي للتخلص من التراكمات الغذائية والدهنية فيصبح الجسم خفيفًا ونقيًّا وحيويًّا. ومع حركة العضلات تزداد الحاجة إلى كمية أكبر من الأكسجين؛ فيؤدي ذلك إلى زيادة نشاط الجهاز التنفسي فتصبح الرئة أكثر حيوية، وتكون عضلات التنفس أكثر قوة ونشاطًا. لذلك نرى أن كفاءة الوظائف التنفسية عند الشخص الذي يحرص على التمارين الرياضية والحركة المنتظمة أكثر وأنشط مقارنة بالشخص الذي لا يمارس التمارين المنتظمة. ولما كان الدم هو المسئول عن نقل الأكسجين والغذاء للعضلات؛ فإن نشاط القلب وجريان الدم في الأوعية الدموية يزداد أيضًا فيؤدي ذلك إلى زيادة كفاءة عمل القلب وتقوية عضلاته وينشط جريان الدم في الأوردة والشرايين، الأمر الذي يمنع حدوث احتباس الدم في الأوردة، وما يسببه ذلك من مشكلات صحية. وعند انتظام المرأة على ممارسة نوع من أنواع الحركة المنتظمة كالمشي أو السباحة أو الجري وما يتبعهما من حدوث نشاط في جميع أجهزة الجسم، تصل بعد شهور قليلة إلى مرحلة يصبح فيها مستوى كفاءة أجهزة الجسم أكثر قوة وحيوية، الأمر الذي يمنحها قدرة ونشاطاً أكثر من غيرها، حيث تزداد قدرتها الحركية فيكون العمل الذي تؤديه أو التمارين الرياضية التي اعتادت عليها أكثر يسرًا وسهولة، وهذا ما نسميه ب"اللياقة البدنية". وفي سياق متصل، أجريت دراسة في تسع دول أوروبية، وشملت أكثر من 200000 امرأة، واستمرت لأكثر من 6 سنوات، وكان الغرض من الدراسة معرفة مدى تأثير ممارسة الرياضة على الإصابة بسرطان الثدي، وأظهرت الدراسة أن النساء اللاتي يمارسن الأعمال المنزلية قلت لديهن احتمالية الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30%. وفي دراسة أجريت أيضاً في عدة دول أوروبية، أظهرت أن احتمالية الإصابة بسرطان بطانة الرحم تقل بنسبة 52% عند النساء اللاتي يمارسن الأعمال المنزلية، بينما تقل بنسبة 34% عند النساء اللاتي يمارسن أنواعاً أخرى من الرياضة.