وصف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ فعاليات وبرامج السوق بأنها محطة يقدم فيها الإنسان إبداعاته ومناسبة للفكر والثقافة والسياحة والأدب. وأضاف سموه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في مقر جامعة الطائف أن سوق عكاظ فرصة للاستفادة مما وصل إليه الآخرون من ثقافة وفكر ومعرفة ونافذة يقدم من خلالها الإنسان السعودي المسلم نفسه للعالم ويعكس الصورة التي يعيشها الوطن في شتى مجالات التنمية. وقال سموه " إن كلمة سوق لا تقتصر فقط على المتاجرة أو البيع والشراء بل هي مناسبة لتبادل الفكر والثقافة والحوار ويكفينا فخراً أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أول شخصية عالمية بادرت إلى ثقافة الحوار محليا وإقليميا وعالميا, لذلك كانت الدعوة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات, ومن خلال سوق عكاظ تمكنا من ترجمة هذه المبادرة في حراك فكري وفتحنا النوافذ لتقديم فكرنا الإسلامي والوطني للعالم ". وبيّن سمو الأمير خالد الفيصل أن سوق عكاظ جانب حضاري, وأن اللجنة الإشرافية للسوق ذات العلاقة المباشرة بالبرامج المستقبلية تحرص أن لا يكون السوق معرضا أثريا بل تعمل على أن تقدم من خلاله حاضر المملكة ومستقبلها بالتشارك مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص اللذان سيسهمان في السنوات المقبل لفتح نافذة على المستقبل ليرى المواطن السعودي مستقبل وطنه والعالم. وفيما يخص تطوير موقع السوق كشف الأمير خالد الفيصل عن نية لتمديد فترة السوق خلال الأعوام المقبلة وفق دراسات يجري العمل عليها، مؤكداً أن التخطيط يجري لتحويل السوق لمدينة سياحية متكاملة تفتح أبوابها للزوار طيلة العمل وهذا الأمر يجعل منه غير مرتبط بالإجازات الموسمية وخلافها. وفي شأن اهتمام إمارة منطقة مكةالمكرمة بالشباب أشار الأمير خالد الفيصل إلى أن ما تحقق في هذا الجانب ترجمة لما وعدت به الإمارة في الأعوام السابقة لترجمة أفكار الشباب وإنشاء حاضنات لمقترحاتهم. وخلال ندوة تطلعات وإبداعات الشباب التي احتضنتها جامعة الطائف ضمن فعاليات سوق عكاظ وقدمها كل من وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري، والمشرف على الإستراتيجية الوطنية للشباب في وزارة الاقتصاد والتخطيط الدكتور صالح النصار, استهل في بداية الندوة الدكتور الخضيري بعرض قدمه عن موقع الشباب في الخطة الإستراتيجية للإمارة، مؤكداً أن الأمير خالد الفيصل حينما وضع إستراتيجية الإمارة كانت أول مبادرة فيها هي بناء الإنسان وكان الشباب هم المستهدفون بالرؤية. وأضاف وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة أنه تم وضع ستة مرتكزات لتنمية مكةالمكرمة هي، الكعبة وهي الأساس بحيث تكون المنطلق الأول للتنمية، وبناء الإنسان وتطوير الإمكانات البشرية، وأن تصبح مكةالمكرمة نموذجا محليا وإقليميا وعالميا للتنمية، والتنمية الشاملة، بالإضافة إلى مشاركة جميع القطاعات بما فيها القطاعات الأهلية والمجتمع المدني في عملية التنموية، مشيراً إلى أن الإستراتيجية لم تهمل الإجابة على سؤال "نحو العالم الأول"، فالشعار لا يعني التخلي عن الثوابت والمرتكزات الثقافية، وإنما يعني أن المملكة قادرة على تقديم النموذج الإسلامي، الذي يعبر عن جوهر الإسلام الصالح لكل زمان ومكان. ولفت وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة إلى أنه لتحقيق هذه الإستراتيجية كان لابد من تحسين الأداء الحكومي، ولكي نحسن الأداء الحكومي، رأى الأمير خالد الفيصل أن نبدأ بالإمارة حتى نكون قدوة لغيرنا، فأعاد هيكلتها بحيث تشتمل على ستة قطاعات رئيسة، أبرزها وكالة للتنمية تعني برصد مشاريع مكةالمكرمة ومتابعتها، وقد أجرت في عام 1432ه بواسطة 1700 شاب مسحاً لمشاريع مكةالمكرمة لمعرفة المتعثر منها، وتم عرض هذه المشاريع في اجتماع حضره حينها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -. وأضاف الخضيري كما تتشرف الإمارة باحتضان قطاع الحج والعمرة، مبيناً أن الإمارة أطلقت في هذا الصدد حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري)، بحيث لا تصبح الممارسات السلبية في الحج أمرا طبيعيا، كذلك هناك القطاع الأمني وهو في غاية الأهمية، فالتنمية والأمن وجهان لعملة واحدة. وتطرق وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة إلى البرامج التي يشارك فيها الشباب وهي مجلس شباب مكةالمكرمة للتنمية ويعمل على معاضدة مجلس الإمارة في كل عمليات التنمية المتعلقة بالشباب، وملتقى شباب مكةالمكرمة، وجمعية شباب مكةالمكرمة للعمل التطوعي وهدفها توجيه العمل التطوعي في مختلف المحافظات، ولجنة شباب رواد الأعمال، بالإضافة جمعية مراكز الأحياء، والمجلس الأسبوعي لسمو أمير المنطقة الذي يلتقي فيه بجميع قطاعات المجتمع، بما فيهم الشباب. من جهته تحدث المشرف على الإستراتيجية الوطنية للشباب الدكتور صالح النصار عن الإستراتيجية الوطنية للشباب، مبيناً أن الخطة موجهة للشباب من الجنسين الذين يشكلون غالبية المجتمع، بحيث تزيد نسبتهم على المعالين، وهم من دون الخامسة عشرة، وفوق 65، مبيناً أن هذا التفوق يسمى نافذة ديموغرافية، وهبة لا تتاح للشعوب إلا مرة واحدة في تاريخها، وموضحا أنه من أجل هذه الهبة تم وضع الخطة الإستراتيجية للشباب. وأوضح أن الخطة اشتملت على ثمانية مجالات، هي الصحة ويعنى بمعالجة القضايا الصحية لدى الشباب مثل التدخين، والمخدرات ، وحوادث المرور، والعمل ويعنى بالبطالة وتوجيه الشباب للعمل الحر، والأسرة، والإعلام والثقافة، والتدريب ويتضمن تهيئة الشباب للسوق ومتغيراته، والمواطن الصالح ويعنى بأساليب التنشئة، والأمن الفكري، وأخيرا الترويح واستثمار وقت الفراغ لافتا إلى أن هذا المحور يتضمن التوسع في بناء المرافق الشبابية، والحدائق، والمرافق الرياضية، وتفعيل مشاركات الشباب في الفعاليات الثقافية. وكشف النصار أن الخطة أعدت بعد الإطلاع على الخطط الخمسية، وعلى أكثر من 80 خطة للشباب حول العالم، إضافة إلى ورش عمل مع الشباب. وشهدت الندوة تقديم خمسة شباب مبدعين هم مصعب المالكي، ومحمد الزايدي، وهيثم رضوي، وراكان الحارثي، وأسامة جمال لجوانب من ابتكاراتهم وإبداعاتهم كما شهدت مداخلات من الحضور.