في ظل احتدام المنافسة الانتخابية بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومنافسها الاشتراكي الديمقراطي بير شتاينبروك، أكد الصحفي والخبير في الشان الألماني إسكندر الديك، أن الصحافة الأجنبية وفي إطار تغطيتها للحملة الانتخابية لا تتطرق للحديث عن القوى السياسية الممثلة في البرلمان الألماني، موضحاً أن التيار الوسطي الذي يتشكل من أحزاب الخضر واليسار والاشتراكي الديمقراطي يمثل الأغلبية، ولكن هذه الأحزاب لا تتفق على مرشح واحد. وأوضح أن شتاينبروك لا يرغب في التحالف مع الحزب اليساري؛ لأنه يعتبره حزباً متطرفاً يؤمن بالشيوعية، ولا يمكن الاتفاق معه بشكل مستمر، مما قد يؤدي إلى خسارته لأي انتخابات على المدى الطويل. وبين - في حوار لبرنامج كوادريغا المذاع عبر شاشة قناة DW – TV الألمانية - أن حزب اليسار لديه العديد من المواقف المعارضة للحزب الاشتراكي ومنها ملف حلف الناتو، حيث يرفض حزب اليسار انضمام ألمانيا إلى حلف الناتو, مشيراً إلى أن هناك 15% من الشعب الألماني يمكن تسميتهم بالفقراء، مؤكداً أن هؤلاء لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع. وأشار إلى أن التحالف الألماني الفرنسي هو المحرك الأساسي للاقتصاد والسياسة في أوروبا؛ ولذلك فإن مصلحة الاتحاد الأوروبي أن يستمر هذا التكامل خاصة أن الدولتين لديهم القدرة دائماً على التوصل إلى حلول وسط للقضايا المختلفة. وشدد على أن حملة شتاينبروك كانت هزيلة في البداية لأن مصداقيته لدى الرأي العام لم تكن قوية في ملف الخلافات بيم قادة الحزب الاشتراكي والمكافآت التي كان يحصل عليها مقابل إلقاء المحاضرات. ومن جانبه أكد علي أوحيدة، الصحفي المتخصص في شئون الاتحاد الأوروبي، أن الأحزاب الاشتراكية الأوروبية لا تقوم بالتحالف أبداً مع الشيوعيين، ولذلك فإن الحزب الديمقراطي الاشتراكي ينتمي إلى المجموعة الاشتراكية الأوروبية التي لا يمكنها أن تتعايش مع الحزب اليساري. وبين أن جميع الدول الأوروبية تتابع الانتخابات الألمانية هذا العام؛ لأنها أول انتخابات بعد أزمة اليورو التي تسببت في الإطاحة بعشرين حكومة في أوروبا منها أربع حكومات رئيسة في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا. وأوضح أن أنجيلا ميركل هي التي تمكنت من رسم الخطوط العريضة لإدارة الأزمة الأوروبية الاقتصادية، ولذلك فإن أوروبا من مصلحتها أن تطوي صفحة أزمة اليورو، خاصة أن العام القادم يشهد انتخابات مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن أوروبا لديها حلم يتمثل في التحالف بين أنجيلا ميركل وشتاينبروك في الانتخابات الألمانية, موضحاً أن ألمانيا تمتلك نسبة 20% في المصرف المركزي الأوروبي، ولذلك فإن لها الدور الأكبر في حسم السياسات الاقتصادية.