اختيار الفيلم الإماراتي "إطعام خمسمائة" الذي أخرجه رافد الحارثي للمشاركة رسمياً في مهرجان "إنكاونترز" والذي تقام دورته ال 19 في مدينة بريستول البريطانية خلال الفترة بين 17 و22 سبتمبر الجاري، وبهذا يعتبر هذا الفيلم أول فيلم إماراتي يشارك في هذا المهرجان كما أنه الفيلم العربي الوحيد من أصل ألفين و372 فيلماً عالمياً يضمها المهرجان. ويعتبر "إنكاونترز" أحد أهمّ المهرجانات بالنسبة لصنّاع الأفلام من الشباب خاصة وأنه يوفر فرصة للقاء بروّاد الصناعة وباعتباره أيضاً منصة عرض لأعمالهم. فمن خلال هذا المهرجان سوف تترشح الأفلام الفائزة بعدد من الجوائز المرموقة مثل جائزة مهرجان الفيلم الأوروبي والأوسكار والأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون "BAFTA". ويتحدث فيلم "إطعام خمسمائة" الناطق بالعربية والذي تم تصويره في الإمارات عن يوميات رجل يصرف وقته وأمواله لإطعام القطط المشردة منذ العام 1995 وقد استطاع إطعام 500 قطة بفضل شغفه وعزمه. كما سبق للفيلم الوثائقي القصير أن عرض في عدد من المهرجانات العالمية بينما سيترشح ضمن ثلاث فئات في مهرجان "إنكاونترز" وهي: جائزة المهرجان الكبرى وجائزة الجمهور وجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير. ومن المهرجانات التي شارك فيها فيلم "إطعام خمسمائة" حتى اليوم هي مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية القصيرة في مصر، ومهرجان سينما داماري في إيطاليا، ومهرجان "تو ريفرسايدز" في بولندا. وبعد مهرجان "إنكاونترز" سيشارك الفيلم في عدد من المهرجانات الأخرى خلال العام الجاري ومنها مهرجان ساين وست في أستراليا، ومهرجان نور للفنون في المملكة المتحدة، ومهرجان بيروت السينمائي الدولي في لبنان والمهرجان الدولي للأفلام القصيرة في مدينة "ليل" الفرنسية. وتعتبر مشاركة هذا الفيلم في المهرجانات السينمائية العالمية دليلاً على نجاح وتميز المخرج رافد الحارثي وتشير أيضاً إلى موهبته الفذة فضلاً عن إبداع الشباب الإماراتي الموهوب الذي ينشط في المختبر الإبداعي. الجدير بالذكر أن الحارثي كان قد بدأ مسيرته في المجال الإعلامي كمتطوع ليصبح لاحقاً مقدم برامج محترفا على قناة أبوظبي وهو يقدم اليوم على الشاشة نفسها برنامج "من الخاطر" وذلك بعد مشاركته في برنامج القيادات الإعلامية الشابة، وهو يعد مبادرة أطلقتها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وتم تنفيذها من قبل أكاديمية التدريب "تو فور 54"، وقد دفعه شغفه المتزايد بمسألة الإنتاج للانتقال خلال ثلاث سنوات من أمام الكاميرا إلى العمل خلفها كمخرج، ويعتبر فيلم "إطعام خمسمائة" باكورة أعماله الإخراجية.