افتتح مهرجان البندقية السينمائي في دورته السبعين يوم الأربعاء الموافق (28 أغسطس) بفيلم "الجاذبية"، بطولة جورج كلوني وساندرا بولوك اللذين يقومان فيه برحلة في الفضاء، وتعطلت مركبتهما وتعرضا للخطر بسبب صاروخ روسي. وخلال الفيلم تلعب بولوك دور الطبيبة ريان ستون المتخصصة في هندسة الأجهزة الطبية، التي تقوم بأول رحلة لها على مكوك فضائي مع كلوني، الذي يلعب دور رائد الفضاء مات كوالسكي، ويتحرك في ظلام الفضاء بعد أن ألمت بمركبته كارثة. وأوضحت بولوك في العديد من التصريحات الإعلامية أنها استعانت برائد فضاء تحضيراً لدورها وخضعت لتمارين رياضية مكثفة. وعرض بعد ذلك فيلم التشويق الفضائي"غرافيتي" من إخراج المكسيكي ألفونسو كوارون، الذي يعتمد تقنية ثلاثية الأبعاد في افتتاح المهرجان الرسمي بحضور الممثلين وأعضاء لجنة التحكيم ومدعوين كبار، ويعد الفيلم تجربة قوية وجريئة، فبجانب "التحدي التقني" الذي يطرحه تصوير الفيلم، اضطر الممثلون إلى التكيف "مع طريقة جديدة لتصور الأفق والتنقل ببطء في ظل انعدام الجاذبية وإدراك الفراغ والأصوات"، ويشكل الفيلم "صورة مجازية" تتمحور على مسائل تهم الجميع مثل "الشدة والمحنة"، ويقوم على فكرة "رغم المشقات يمكن وقوع ولادة جديدة يكون جزء منها قائماً على قبول الموت. وافتتح النجم الأمريكي جورج كلوني المهرجان مرتدياً رابطة عنق فراشة وقميصاً أبيض، ورافقته الممثلة ساندرا بولوك التي رفعت شعرها، وارتدت فستاناً طويلاً من دون أكمام لونه أحمر قانٍ، وقد قام كلوني على مدى ربع ساعة بتوزيع التواقيع ومصافحة الجمهور. ويعد مهرجان البندقية من أقدم مهرجانات العالم السينمائية، ومن المقرر استمرار فعالياته 11 يوماً، يعرض خلالهما 50 فيلماً من إنجاز مخرجين متمرسين ومواهب شابة. ويتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان عشرون فيلماً منها خمسة أفلام أمريكية وثلاثة أفلام بريطانية على جائزة الأسد الذهبي التي ستمنح في نهاية الدورة يوم السابع من سبتمبر بواسطة لجنة تحكيم برئاسة المخرج الإيطالي برنارد برتولوتشي (73 عاماً) محاطاً بالمخرجة والكاتبة البريطانية أندريا أرنولد والممثلة الفرنسية فيرجيني لودويان، ومدير التصوير الفرنسي- السويسري ريناتو برتا والممثلة الألمانية مارتينا جيدك. ويذكر أن ال 20 فيلماً اختارهم المهرجان من أصل 1534 أرسلت إليه منذ انتهاء الطبعة الأخيرة التي نال فيها كيم كي دوك "الأسد"، وجميع أفلام المسابقة عروض عالمية أولى، باستثناء فيلم واحد هو من ضمن العروض الدولية الأولى، أي أنه لم يُعرض إلا في البلد الذي يحمل جنسيته جغرافياً ومنطقياً، ففي المسابقة، ثمانية أفلام فقط يعود صنعها إلى الأوروبيين، من دون احتساب الأفلام الممولة جزئياً مع دول أوروبية، وتعد أمريكا الشمالية من أكثر القارات حضوراً بعد أوروبا. ويذكر أن جوزيبي فولبي هو من أسس المهرجان في العام 1932 حاملاً اسم "Esposizione Internazionale d'Arte Cinematografica"، ومنذ حينها يفتتح المهرجان كل عام في أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر بشكل دوري في جزيرة ليدو في فينيسيا, إيطاليا. ويعتبر من أكثر مهرجانات العالم تألقاً، ويعد جزءاً من بينالي فينيسيا الذي يعد معرضاً فنياً ضخماً ومهرجاناً للفن المعاصر. وتعد الأسد الذهبي "Leone d'Oro"، جائزة المهرجان الرئيسة والتي تمنح لأفضل فيلم يعرض في المسابقة الرسمية للمهرجان، إضافة لجائزة كأس فولبي "Coppa Volpi" التي تمنح لأفضل ممثل وممثلة، وسيشارك في تقديم المهرجان الممثل المغربي المعروف إلياس درفوف.