احتجاجاً منها على سياسة تركيا الخارجية تجاه الأحداث في مصر، وخاصة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة لجماعة الإخوان المسلمين، قامت القنوات الفضائية المصرية بوقف عرض الأعمال الدرامية التركية تضامناً مع الموقف الرسمي المصري الرافض للتدخلات التركية في الأحداث الداخلية للبلاد، وتحظى هذه المسلسلات بمتابعة واسعة بين المصريين، ولا سيما بين ربات المنازل، وقد أصبحت أسماء أبطال هذه المسلسلات، ذات المواضيع العاطفية الكلاسيكية عموماً، متداولة على نطاق واسع. فقد قررت إدارة شبكة قنوات "الحياة" وقناة "النهار" المصريتين منع عرض الأعمال التركية على شاشتهما، اعتراضاً على الموقف التركي الرسمي تجاه الأحداث في مصر، كما أعلنتا قناتي "سي بي سي" و"بانوارما" منع عرض الأعمال التركية. ولم تتوقف المبادرة على القنوات المصرية فقط، بل انضمت إليها قنوات عربية وقررت إيقاف الأعمال التركية كتلفزيون أبو ظبي ودبي، نظراً للموقف المعلن من الحكومة التركية تجاه الشأن المصري، حيث غيرت قائمة البرامج على الموقع الخاص به لتخلو من أي عمل تركي. وتوالت ردود الأفعال تجاه هذه المقاطعة، فقد دعت نقابة المهن السينمائية المصرية في بيان للمشاهدين المصريين إلى عدم مشاهدة الدراما التركية، بسبب معاداة النظام التركي لثورة 30 يونيو المصرية، فيما دعا اتحاد كتاب السيناريو العرب في بيان إلى "مقاطعة الدراما التركية وتشجيع عرض الدراما العربية كقيمة ثقافية تتعامل مع الواقع العربي أولاً وأساساً. وعلى صعيد الفنانين المصريين، فقد رحبت الفنانة عفاف شعيب بمقاطعة المسلسلات التركية، ورأت أن هذه الدراما لا تندمج مع واقعنا العربي أخلاقياً ولا تربوياً، وقال الكاتب والسيناريست مدحت العدل: إن "مبادرة مقاطعة الأعمال التركية خطوة مهمة وقرار شجاع ومشرف". كما شدد المخرج أحمد شفيق على ضرورة مقاطعة الأعمال الفنية التركية والدراما الخاصة بها، واصفاً المقاطعة بالواجب الوطني، بعد موقف الحكومة التركية تجاه الأحداث، ورحب الفنان أحمد بدير بهذه المقاطعة، ورأى فيها أبسط رد على الموقف التركي. وأشار الفنان خالد صالح إلى اتفاقه التام مع خطوة المقاطعة؛ باعتبارها أقل رد على حكومة تركيا، وقال الفنان أشرف عبد الغفور: "طالبت أكثر من مرة بوقف عرض المسلسلات التركية منذ فترة طويلة، وفي الوقت الذي لم يتواجد فيه أردوغان في الحكم التركي, فما بالنا عندما يكون موجوداً وفي ظل هذه الظروف السياسية, فبالتأكيد أنا مع المقاطعة" . وأعرب المنتج صفوت غطاس عن سعادته بقرار مقاطعة الدراما التركية، قائلاً: "المقاطعة لها أكثر من فائدة أهمها وضع حدود واضحة لأي دولة تحاول أن تتدخل في الشأن الداخلي المصري، وأعتقد أن هناك العديد من الشركات سوف تتخذ الموقف نفسه"، وقال الفنان سامح الصريطي وكيل أول نقابة الممثلين: "بصفتي مشاهداً وفناناً فأنا مقاطع لكل الأعمال التركية رداً على الموقف المخزي والتحريضي من رئيس الوزراء التركي".