في الحارة زمان البيت دائماً مفتوح, وكل القلوب تقول يهلا ويا مرحباً والقلب مليان بحب وصدق وفرح وسرور, بمقدم حبيب وصديق وجار وقريب نستقبله بالورد والكادي والفل, وباب القلب قبل البيت مفتوح. وكان البيت الحجازي يتكون من الدهليز: وهو أول ما يدخله الداخل إلى المنزل بعد باب الزقاق, وهو على شكل ممر صغير, ودكة الدهليز: ففي بعض المنازل تنشأ دكة للجلوس في الدهليز, وخاصة أيام الصيف حيث يكون الهواء بارداً وهي أيضاً مجلس للضيف المستعجل, كما أن هناك المقعد: هو أول غرفة يمين أو يسار الدهليز ويستقبل فيه الضيوف في أيام الصيف ويطل بشباك على الزقاق. كما يشتمل البيت الحجازي على بيت البئر: وهو المكان الذي توجد به البئر وغالباً ما يكون خلف منطقة الدرج, والديوان: هو مجلس للجلوس في الدور الأرضي وفي أغلب الأوقات يكون مفروشاً بالحجر، وهو مفتوح في وسط أعلاه إلى أعلى المنزل أي إلى السطح. وهناك القاعة وهي المجلس الداخلي للجلوس في الدور الأرضي, ويكون طريقه من داخل الديوان ويكون مفروشاً بالحجر وهو أيضاً مفتوح في وسط أعلاه إلى السطح ثم الجلا وهي الفتحة في الديوان والقاعة أو في أحدهما إلى السطح وعليها غطاء يقفل أثناء المطر ويفتح للضوء والتهوية واسمه مأخوذ من "الجلوة" أي الكشف, هذا بالإضافة إلى القاعة المعلقة وهي مجلس مخصص للجلوس ويكون في الأدوار العلوية ويكون في وسطه جلا إلى السطح. وتدخل البيت وتستقبلك سيدة البيت بلباسها الحجازي المعروف، والذي يتميز بالرونق والجمال والحشمة, حيث يتكون من سروال داخلي مشغول طرفه بالخيوط الذهبية والفضية والصديرية أيضاً كذلك، وتحمل عدة صفوف من الأزرار الذهبية ومن فوقها ترتدي الكرته أو الفستان المناسب، وعلى الرأس تضع المحرمة والمدورة، والتي غالبًا ما يتم إمساكها بمشبك من الألماس أو الذهب. صفحة "جدة وأيامنا الحلوة"