«الشيزة» اللعبة القديمة التي يعتبرها بعض المؤرخين والباحثين في الموروث الشعبي لمنطقة تبوك احد القيم التراثية التي لازال يحافظ على ممارستها مجموعة من المسنين الذين يمارسونها في مدينة وبعض ضواحي تبوك، ورغم أنها كانت ذات يوم اللعبة الأولى للجميع، أصبحت الآن محصورة في مكان واحد يجتمع فيه كبار السن في الغالب كل مساء، ويمارسونها بالقرب من حي «القلعة» أقدم أحياء تبوك وسط أجواء من الإثارة والتشويق .وهي تشبه إلى حد كبير لعبة «الشطرنج» المعروفة، وقد تورثتها الأجيال، جيلاً بعد جيل حتى وصلت إلى آخر ممارسيها من كبار السن والبعض من الشباب الهاوين الذين يجتمعون لممارستها كل يوم من بعد صلاة العصر وحتى قرب غروب الشمس . تبدأ اللعبة باجتماع المشاركين الذين يشكلون مجموعات ثنائية، حيث تجد مجموعات على شكل حلقات مكونة من لاعبين وجمهور من خمسة إلى ستة أشخاص للحلقة الواحدة، يتابعون مجريات اللعبة، ويتبادلون الخطط والآراء، ويتنقلون من حلقة إلى أخرى لمتابعة مجريات لعبة الشيزة، مع احتفاظ الجميع بالهدوء الذي يميز هذه اللعبة، حيث يعم السكون والتفكير المطول من قبل الجمهور واللاعبين، ولا تسمع إلا كلمات خاصة باللعبة مثل: «حط الشيزة» و «شرق لشيزة» و «كل الشيزة. وفي شهر رمضان المبارك تشتد المنافسة على لعبة الشيزة من قبل هولاء الهواة من كبار السن وقلة من الشباب حيث يتم ممارستها قبل موعد الافطار بساعه ونصف الساعة وتنظم من مجموعة الى اخرى أي من حلقة الى حلقة على شكل دوري بنظام خروج المغلوب والغريب في الامر ان جمهور هذه اللعبة يشاركون اللاعبين في مجريات اللعب وتحديد النتيجة . ".