"طاق طاق طاقية، رن رن ياجرس، حول واركب علفرس"، مقدمة أهازيج ارتبطت بألعاب شعبيه تمارس قبل طفرة التسعينيات الهجرية في المنطقة الشرقية ودول الخليج العربي، والتي لا تعدو اليوم أكثر من ألبوم ذكريات تتصفحها ذاكرة الأجداد والآباء والأمهات في ظل عالم متسارع بالتقنيات الحديثة، عبدالله النجيدي في العقد الخامس من عمره وأحد ممارسي تلك الألعاب الشعبية في طفولته بمسقط رأسه بقرية العمران بالأحساء، يصف تلك الحقبة بالعصر الذهبي التي تميزت بتعزيز روابط أبناء القرى والأحياء القديمة. وعن أشهر تلك الألعاب التي عرفها أبناء المنطقة في الأحساء والقطيف أشار النجيدي إلى مجموعة يأتي في مقدمتها لعبة (طاق طاق طاقية) لافتاً إلى أنها لعبة مشتركة بين الأطفال والتي تحتاج غالباً لممارستها إلى ساحة وعدد من الأطفال لا يقل عن عشرة، حيث يجلس اللاعبون على شكل حلقة على الأرض ويختارون من بينهم من يتولى عملية الدوران حول الحلقة من الخارج وفي يده الطاقية وهو ينشد (طاق طاق طاقية ويرددون خلفه رن رن ياجرس ويرد هو عليهم حول واركب علفرس) ويغافل اللاعب أحد اللاعبين ويسقط خلفه الطاقية وحين يعرف أن الطاقية وضعت له يحملها ويلاحق اللاعب الأول قبل أن يستطيع الوصول إلى مكانه لتبدأ دورة اللعب من جديد. كما أشار النجيدي إلى لعبة (حدرة بدرة) والتي يمارسها الأطفال من الجنسين من سن 6 إلى 12 سنة وتتكون على الأقل من أربعة أطفال وما فوق، حيث يقف الأطفال في حلقة دائرية ويختارون أحدهم بالقرعة عن طريق الأنشودة (حدرة بدرة قلي عمي عدي العشرة) ويبدأ بالعد من ينتهي عنده العد يخرج لتنفيذ اللعبة ويغمض عينية وهو يعد من واحد إلى عشرة ليعطيهم فرصة الاختباء ليقوم بعدها بالبحث عنهم وأول طفل يمسكه يقوم بتنفيذ الدور مرة أخرى. ويشير أحد أبناء سيهات في منتصف العقد الرابع من عمره ضياء آل محمد إلى إحدى الألعاب التي كان يمارسها في طفولته مع أبناء قريته والتي كانت تزدهر في شهر رمضان وهي لعبة (خيل الجريد) والتي تصنع من جريد النخيل، حيث يوضع جريد النخل بين الرجلين ويمسك مقدمته باليد اليمنى ويمسك بيده الأخرى عصا صغيرة يستعملها لضرب السعف من الخلف أثناء الجري، بالإضافة إلى لعبة (الصبة) مشيراً إلى أنها تشبه إلى حد كبير الشطرنج وتعتمد في طريقة لعبها على رسم مربعات فوق الأرض أو على قطعة من الخشب ويلعبها شخصان وكل شخص يوجد عنده حجر مختلف عن الآخر فإذا أصبح الحجر خطاً عمودياً واحداً أو أفقياً يقول اللاعب اصطبت وبذلك يفوز. من جهة أخرى تستذكر إحدى الأمهات أم إبراهيم في العقد الرابع ذكريات الطفولة من خلال لعبة (الحجلة) التي كانت تمارسها مع بنات الجيران في فرجات الدمام القديمة، وذلك عبر رسم ستة مربعات مستطيلة الشكل على تراب الأرض يقوم المتسابقون خلال اللعب بإلقاء حجرة صغيرة تعتبر أداة اللعب في أول المربع، مشيرةً إلى أنه إذا بقيت الحجرة في المستطيل قام المتسابق بإكمال لعبه بالقفز على رجل واحدة ومن ثم يعمل بدفع الحصاة برجله إلى خارج رسم المستطيل فإذا أتم هذه الخطوة قام مرة أخرى بإلقاء الحصاة في المستطيل الثاني ثم يستكمل اللعب بنفس الطريقة التي بدأ بها حتى ينتهي من جميع مستطيلات الرسم، وأضافت في حال لم يقع أو لم تقف الحصاة على أحد المستطيلات أثناء دفعها برجله التي يقفز عليها يعتبر اللاعب في هذه الحالة فائزاً أما إذا تعثر فيحل محله لاعب آخر.