في إطار الحديث حول دوافع التغييرات الجذرية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلى ومدى تأثرها بالتطورات الجارية في المنطقة، أشار إيال عليما، المراسل العسكري لراديو إسرائيل، إلى أن هناك أسباباً تقف خلف تلك الخطة التي تقتضي إحداث تغيير كبير في الجيش الاسرائيلي، ومن بينها على سبيل المثال العمل على تقليص الميزانية المخصصة للجانب العسكري، والتماشي مع الطفرة الجديدة التي توصف بها الجيوش الآن، منوهاً بأن ما ساعد إسرائيل على وضع هذه الخطة هو ما تمر به الجيوش العربية الآن من ظروف صعبة. وتوقع خلال حواره مع برنامج ما وراء الخبر المذاع على قناة الجزيرة، أن تشهد ميادين القتال المستقبلية اختلافاً كاملاً عما هي عليه الآن؛ لأن المستقبل سيشهد طفرة تكنولوجية كبيرة في الجانب العسكري، لافتاً إلى أن اشتراك الجيش العراقي والسوري قديماً في ميدان واحد كان يمثل خطراً كبيراً على أمن إسرائيل. وأضاف أن الجيش السوري كان جيشاً قوياً مزوداً بعدد من الأسلحة الثقيلة، خاصة أن سوريا كانت موجودة على الحدود الإسرائيلية وهذا ما لم تستطع القيادة الإسرائيلية أن تتجاهله رغم الهدوء الذي ساد على الحدود بين الطرفين. ومن جانبه، أشار طارق فهمي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، إلى أن ما تخطط إليه القيادة العسكرية من أجل تنفيذه على الجيش الإسرائيلى، لا يستهدف فقط تقليص الموازنة، ولكن يتضمن هدفاً شمولياً يهدف تحويل الإستراتيجية بأكملها وتغيير أسلوب ونظام الحرب بصورة عامة؛ لأن إسرائيل تستعد للتأهب لاستخدام كافة أساليب الحرب الجديدة. وأكد أن هناك نزاع بين وزارة المالية ووزارة الدفاع الإسرائيليتين بخصوص ما يتم تخصيصه من ميزانيات لوزارة الدفاع فقط التي تهول كثيرا من عملها العسكري على أساس أنها تحارب العالم أجمع ولكن هذا ما رفضته المالية عدة مرات. و أضاف أن إسرائيل إذا كانت تريد التقليص لكانت فعلت ذلك في العديد من المشروعات الأخرى مثل القبة الحديدة وما شابه ذلك. بينما رأى صفوت الزيات، خبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، أن إسرائيل دولة مدنية حديثة وعلى دراية كاملة بالمشهد الحالي، وهذا ما دفعها إلى تقليص الميزانية الخاصة بالجيش؛ من أجل توفير تلك الأموال في مجال أخر تستفد منه البلاد والمواطنين، و أضاف أن هناك خطة عسكرية مقدمة من قبل وزير الدفاع تقوم على أساس استحداث نظام الحرب في الميدان الحربي حتى يكون لإسرائيل القدرة على تنفيذ إستراتيجية "الجيش الأصغر والأذكى".