يصر الملايين من مرضى الأمراض المزمنة على الصيام رغم وجود رخصة الإفطار، ومن أكثر الأمراض شيوعاً مرض السكري، حيث يمثل الصيام بالنسبة لهم معاناة كبيرة، خاصة في الصيف؛ نظراً لارتفاع درجات الحرارة والزيادة الكبيرة في ساعات الصوم، التي قد تصل إلى خمس عشرة ساعة أو أكثر. ولذلك يجب على مرضى السكري الاستعداد للصوم قبل رمضان بمدة زمنية كافية لا تقل عن شهر؛ لتجنب أي آثار سلبية على صحتهم، وذلك عن طريق متابعة الطبيب ليعلمه بإمكانية صومه من عدمه، وتحديد العلاج المناسب للسكر أثناء الصيام وجرعات العلاج والنظام الغذائي والبدني الذي يلتزم به المريض في حالة إمكانية صيامه، حتى لا يعرض نفسه لمجموعة كبيرة من المخاطر التي تهدد حياته. وأكد الأطباء على تعذر الصيام بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون لعدة حقن من الأنسولين في اليوم؛ لأن صيامهم يشكل خطراً أكيداً أو محققاً على صحتهم، لهذا فقد أجمع معظم الأطباء على عدم صيامهم، كما لا ينصح بصيام المصابين بالسكري وأعمارهم أقل من عشرين سنة، والحوامل المصابات بالسكري، والمصابين بالسكري المصحوب بمضاعفات غير مسيطر عليها، ولكن هناك من بين المرضى من يستطيع الصيام، خاصة المرضى الذين يتناولون الأقراص لعلاج السكر، والقليل من مرضى السكر المعتمدين على الأنسولين بدرجات بسيطة، كما أن المرضى الذين يعتمدون على الحمية فقط يمكنهم الصيام، بل إن الصوم هو فائدة عظيمة لهم مع ضرورة مراعاة الحمية. ويجب أن يكون المريض الصائم حذراً، حيث إن هناك عدداً من المخاطر يمكن أن يتعرض لها في حال الصيام، أهمها انخفاض السكر في الدم؛ وذلك لأن السكر في الدم هو بمثابة الوقود للجسم، وهناك مصدران لإنتاج السكر داخل الجسم، المصدر الأول الغذاء بما يحتويه من سكريات أو مواد أخرى تتحول داخل الجسم إلى سكريات مثل النشويات، والمصدر الثاني - ويعمل احتياطياً للمصدر الأول - هو مخزون السكر في الكبد، وعند الصيام لفترات طويلة أكثر من 6 ساعات، فإن الجسم يستنفد السكر لديه، ويحتاج إلى المخزون الموجود بالكبد، وإذا كان الإنسان يعاني من اضطراب في وظائف الكبد، أو يتناول بعض الأدوية التي تمنع الكبد من إفراز السكر من داخله، فإن هذا يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم، والذي يؤدي بدوره إلى اضطراب في ضربات القلب، وقد يؤدي للإصابة بجلطة في القلب أو المخ، فإذا قرر مصاب السكري الصيام، وجب عليه تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر، والإكثار من شرب الماء أثناء الفطر؛ لتجنب الجفاف، والإقلال من النشاط الجسماني خلال فترة ما بعد الظهر؛ لتجنب الانخفاض الحاد لنسبة السكر في الدم، وعدم الانتظار لموعد الإفطار عند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم، والمبادرة بتناول شيء من السكر.