المدينة المنورة - خالد سعيد باحكم .. كشف رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أن هناك 640 حاجزا قامت اسرائيل بوضعها بين كل قرية وقرية وكل مدينة ومدينة لعزل المدن الفلسطينية عن بعضها في خطة صهيونية تستهدف التوسع الاستيطاني في فلسطينالمحتلة وقال في حديث خاص ل (البلاد) إن هناك عرقلة صهيونية للسكان داخل فلسطين وممارسات بشعة تمارس ضد الأهالي وناشد الدول العربية والاسلامية إلى التوحد من اجل انقاذ الشعب الفلسطيني مما يتعرض له من قبل القوات الاسرائيلية يوميا واثنى محمود عباس بالمبادرة العربية التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله واعتبرها افضل مبادرة تضمن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني مؤكداً أن هذه المبادرة حظيت بتأييد الدول العربية والاسلامية وبذلك اصبحت مبادرة عربية اسلامية وكشف محمود أبو مازن في حديثه إلى عدد من القضايا في الشأن الفلسطيني فيما يلي نص الحوار: * فخامة الرئيس ماذا عن نقطة خلافكم مع حركة حماس وامكانية علاج اختلاف وجهات النظر القائمة ؟ -لقد جئنا إلى مكةالمكرمة هذه الأرض الطاهرة المباركة وعقدنا الاتفاق تحت ستار الكعبة المشرفة وبرعاية كريمة من المملكة العربية السعودية تم الحوار في القاهرة ولم يحدث تقدم بسبب حماس ورغم ذلك أعلنها لك ولجميع من يريد السلام والأمان للشعب الفلسطيني نحن نريد السلام والحوار والوحدة الوطنية التي تضمن للشعب الفلسطيني الاستقرار ومصلحتنا أن نكون يدا واحدة والعالم لا يمكن أن يحترمنا ولا يمكن أن نحصل على حقوقنا ولا يمكن اقامة دولة فلسطينية مستقلة ولا يمكن استرجاع القدس وحل مشكلة اللاجئين وحل مشكلة الاستيطان، إلا إذا كنا يداً واحدة فدائماً نحن هدفنا الأساسي هو الوحدة الوطنية الفلسطينية مهما كانت تصرفات هؤلاء وبدونها لا يمكن حل القضية الفلسطينية. * كيف تثمنون دور المملكة العربية السعودية في دعم القضية الفلسطينية؟ نثمن دور المملكة المملكة العربية السعودية رائدة العمل الاسلامي منذ أن توحدت على يد المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وهي الداعم الحقيقي للقضية الفلسطينية وشعب فلسطين وكانت وما زالت الساند لقضيتنا العادلة واعتقد أن اتفاق مكةالمكرمة الذي تبنته المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في اطهر بقاع الأرض خير شاهد ودليل على دور المملكة الفعال في الوقوف مع الشعب الفلسطيني وهنا ان جاز لي في هذا اللقاء أن اتوجه بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله على دعمهم الدائم للقضية الفلسطينية والوقوف مع شعب فلسطين واؤكد أن الشعب الفلسطيني يكن كل حب وتقدير للقيادة السعودية والشعب السعودي النبيل لمواقفه المشرفة مع قضية فلسطين. * يزعم بعض أعداء الاسلام أن سبب تخلف المسلمين هو الاسلام ويرون أنه لو اخذ المسلمون بالعقائد الغربية لتقدموا فما تعليقكم فخامة الرئيس؟ - الاسلام هو دين التقدم والحضارة وقد تخلف المسلمون بسبب عدم تمسكهم بتعاليم الاسلام ومن المعروف أن المسلمين الاوائل عندما طبقوا الاسلام قولا وعملا وجعلوه منهجا لحياتهم اقاموا حضارة هي من أطول الحضارات عمرا في التاريخ الانساني اما عندما تركنا الاسلام واخذنا نقلد الشرق والغرب تخلفنا واستضعفتنا القوى الاخرى لأن من ابتغى العزة في غير الاسلام اذله الله والاسلام فيه جميع الصلاحيات لاقامة حضارة وتحقيق التقدم للمجتمع المسلم والتعاليم الاسلامية موجودة في القرآن والسنة ولكننا لا نطبق شيئا منها وهذا هو سبب التخلف الذي تعاني منه الامة الاسلامية لذلك على المسلمين التمسك بتعاليم الاسلام قولا وفعلا وعملا حتى نبرز الاسلام للآخرين. * في ظل الحكومة الامريكيةالجديدة هل تتوقعون انفراجا للقضية الفلسطينية؟ - نحن لا نريد أن نرفع من مستوى توقعاتنا بالنسبة لهذه الحكومة القادمة لاننا عادة نقول اذا جاء هذا الرئيس ربما أحسن من الرئيس الذي قبله ويذهب هذا الرئيس ويأتي رئيس غيره وهكذا لذلك أنا اعتقد انه من يأتي إلى البيت الابيض يخدم الولاياتالمتحدة أساساً سواء كان اوباما او غيره إنما نرجو الله أن يكون في هذا الرئيس خيرا ليتفهم قضيتنا نحن لا نريد أن يقف إلى جانبنا نريد أن يتفهم ما نحن نريده وما نريده حسب الشرع وحسب القانون الدولي حسب المبادرة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت هذه المبادرة التي اعتبرها أثمن مبادرة سياسية صدرت منذ عام 1948م وهي بسيطة جداً وسهلة جداً وعادلة جداً فإذا كان هناك شخص يريد شيئاً من العدل ينظر إلى هذه المبادرة ويطبقها فورا واعتقد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تحدث للامم المتحدة في زيارته مؤخرا قائلا ان المبادرة العربية نحن قدمناها وهي جاهزة باختصار اذا كان الرئيس الامريكي الجديد يريد العدل فعلا وقد وعد بذلك فعليه تولي القضية الفلسطينية واعتقد أن المجموعة التي انضمت للرئيس الامريكي الجديد مجموعة مقبولة ونعرف بعضهم سواء مستشار الأمن القومي او وزيرة الخارجية فهؤلاء غير جديدين بل لديهم إلمام كامل بالقضية الفلسطينية وهذا يسهل على الرئيس الامريكي المنتخب معرفة القضية الفلسطينية بسرعة لهذا فان الافضل لنا ان ننتظر لنرى ماذا سيتصرف الرئيس الامريكي الجديد على ارض الواقع. * فخامة الرئيس هناك من يتهمون الدين الاسلامي بعدم قدرته على قيادة حركة الحياة في هذا العصر فهل هذا صحيح؟ - الاسلام هو أساس الدين للحياة والله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يقول (هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها) يسمعني انه يطلب منا عمارتها وعمارة الارض لن تكون إلا بالعلم والعمل والبحث العلمي وهي كل الوسائل التي تساعد على النهوض بالمجتمع وهو ما يعني أن ديننا قادر على قيادة حركة الحياة. * هناك اتهام للمسلمين بأنهم ارهابيون ومتطرفون يطلقها الغرب على المسلمين كيف يمكن تغيير هذه النظرة فخامة الرئيس؟ - قد يكون ذلك نتيجة لجهل وعدم معرفة الغرب بمنهج الاسلام فمن المعروف أن الاسلام دين رحمة اي ان رسالته جوهرها الرحمة لخص الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم رسالة الاسلام في كلمة الرحمن حين قال (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين) وكون بعض الافراد من المتطرفين أو الارهابيين مارسوا بعض الممارسات غير المسؤولة فهم لا يمثلون الاسلام ولا بد أن نؤكد ان الاسلام دين يدعو إلى الرحمة ونبذ العنف والارهاب والتطرف دين يدعو إلى اليسر والى التعاون والى وحدة الصف ولا بد أن يعي الغرب هذا تماما وان يعرف ان غير المسلمين في البلاد الاسلامية يأخذون حقوقهم كاملة وهذا ما أوجبه علينا ديننا الاسلامي وما يحث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم واعتقد ان حوار الأديان الذي تبنته المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه فاتحة خير للتعريف بسماحة الدين الاسلامي وابراز الفضائل التي يدعو لها. * ماذا عن الممارسات الاسرائيلية في فلسطين؟ - الممارسات كثيرة وسيئة ولا يمكن عرضها في هذا اللقاء السريع ولكن او جزء بعضا منها ومن ابرز هذه الممارسات التوسع الاستيطاني الممنوع حسب خطة الطريق التي وضعتها امريكا ووضعتها اللجنة الرباعية هذه ممنوعة وقد نص البند الأول من الاتفاقية ايقاف جميع الانشطة الاستيطانية ازالة البؤر الاستيطانية فتح مؤسسات القدس هناك اشياء واضحة ومع ذلك اسرائيل ترفض الالتزام بذلك وتمارس التوسع الاسيتطاني هذه واحدة وثانيا هناك 640 حاجزا وضعتها اسرائيل ما بين كل قرية وقرية وكل مدينة ومدينة بهدف عرقلة الحياة وعرقلة الحركة على السكان والأهالي وتعطيل كل شيء اضافة إلى ذلك هناك ممارسات المستوطنين الذين يمارسونها ضد الفلسطينيين منها الاعتداء على الأهالي بطرق وحشية فعلى سبيل المثال عندما بدأ موسم الزيتون هجم المستوطنون على المزارعين وحرقوا المحصول والشجر كما هجموا مؤخراً على المواطنين في مدينة الخليل واوسعوهم حرقا وضربا وتنكيلا فالممارسات بشعة جداً. * ما دور المسلمين في الحفاظ على وحدة المسلمين والإسلام؟ - يجب أن يكون دور المسلمين دوراً بارزاً ومتميزاً في هذه المرحلة حتى يستطيعوا أن يقفوا في وجه التيارات الهدامة التي تعسى الى تدمير الاسلام وتشتيت وحدتهم وضرورة زيادة التعاون فيما بين المسلمين حكومات وشعوب وهيئات ومؤسسات وتضافر الجهود في بوتقة واحدة تهدف إلى تقوية اتحادهم ووحدتهم من اجل نشر الاسلام والدعوة إليه ومساندة المسلمين في جميع انحاء العالم وحل مشكلاتهم وقضاياهم التي تعترض مسيرتهم لذلك فان المسلمين عليهم واجب كبير في التحرك نحو وحدتهم. * ما هي الوسائل التي يمكن أن يتخذها الشعب الفلسطيني لمواجهة الممارسات التي يتعرضون لها من قبل القوات الاسرائيلية وهل الانتفاضة قادرة على ذلك؟ - الانتفاضة جربنا انتفاضتين وبصراحة لم يأت منهما إلا الدمار هناك أشخاص بشكل عاطفي يقولون ان الانتفاضة حققت وحققت انجازات وهذا غير صحيح فالانتفاضة الاخيرة لم تحقق اي شيء وأقولها تكبكل صراحة ووضوح الانتفاضة دمرت كل شيء كل ما بنيناه وبني قبلنامنذ عام 94 وقبلها كله دمر والمعروف أن موازين القوى للاقوى فلو نظرنا نظرة عقل لوجدنا أن اسرائيل اقوى منا فنيا وتقنيا وقادرين على تدميرنا وللاسف ان هناك بعض دول العالم تقف الى جانب الانتفاضة وأعطيك مثلا على ان الانتفاضة لم تحقق شيئا فلو قمنا بانتفاضة وتم اطلاق النار ماذا ستفعل القوات الاسرائيلية ستقوم بالرد والرد القوي باطلاق النار بالمدفعية والطيران ويدمر بعض المناطق وتبرر ذلك بالرد على هذه الهجمة التي سميت انتفاضة لهذا فإنني ارى أن اسلوب السلام والعقل والمنطق والتحدث مع العالم بهذه اللغة هو افضل وسيلة افضل من لغة الارهاب ولغة العنف ولغة القتل والاغتيالات والانتحاريات أنا شخصيا لا اؤمن الا بطريقة العقل والحكمة والتي توصل إلى طريق السلام والأمان صحيح لم نحقق شيئاً في الماضي ولكن قد نحقق شيئا اذا استخدمنا طريق الحوار والسلام. * هل تتوقعون دوراً فعالاً من الدول العربية في المرحلة القادمة لدعم القضية الفلسطينية؟ - الدول العربية يفترض أن تكون مواقفها موحدة تجاه القضية الفلسطينية موحدة سياسيا اضافة الى دعم الشعب الفلسطيني فهناك دول تدعم الشعب الفلسطيني وهناك دول لا تدعم الشعب الفلسطيني وهنا أود الاشادة بالمواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية التي تقوم بواجباتها كاملة نحو الشعب الفلسطيني ومع الاسف هناك دولا عربية لا تقدم شيئا لذلك فالمفروض من الدول العربية ان تقدم الدعم الاقتصادي والمالي للشعب الفلسطيني حتى ينهض ويقف على اقدامه ونأمل ان يكون هناك موقف سياسي موحد ونحمد الله مؤخراً اجمعت الدول العربية كما اعتمدت في قمة الرياض وقمة الجزائر وفي قمة دمشق وفي غيرها من القمم العربية كما اعتمدت في مؤتمرات اسلامية وبذلك اصبحت هذه المبادرة مبادرة عربية واسلامية ولا توجد أي دولة عربية او اسلامية تحفظت عليها. * ما مدى تواصل السلطة الفلسطينية بالمنظمات العربية والدولية؟ - نحن نتواصل مع جميع المنظمات العربية والاسلامية والدولية ولدينا اتصال باللجنة الرباعية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ولدينا تواجد فعال في المؤتمرات والمحافل العربية والاسلامية والدولية وكل جهة تؤيد نضالنا المشروع واعتقد ان القضية الفلسطينية متواجدة في قلب كل عربي مسلم في انحاء العالم. * التقارب الاسلامي بين الدول اصبح مطلبا ملحا لتحقيق قوة العالم الاسلامي والاتجاه نحو التنفيذ الفعلي لتأكيد المضامين والمفاهيم الاسلامية فكيف يمكن ايجاد التقارب الاسلامي؟ - اذا ظل العالم الاسلامي مبعدا كل عن أخيه فسنظل نعيش في دوامة الضعف ففي عالم اليوم الذي يشهد تكتلات كبرى لا بد أن يكون للعالم الاسلامي تكتل مشابه لانه لو صح ووجد هذا التكتل لاصبح للمسلمين قوة تؤهلهم لنيل حقوقهم والدفاع عنها الا أن ما نريد التأكيد عليه اننا نبحث عن تكتل اسلامي يعين على نهضة الامة وتقدمها من خلال تعاون سياسي واقتصادي وثقافي فعال وفي الوقت نفسه يطرح هذا التكتل الجانب الاخلاقي الذي يتميز به الاسلام بحيث يكون له سمته الخاصة وملامحه الاخلاقية التي من خلالها يمكن تقديم الاسلام كرؤية مطروحة مطروحة لتسيير الكون والحياة دونما أي خلل ولكن اذا قام هذا التكتل الاسلامي على اساس تحقيق تنمية مادية فقط واذا لم ترسى له ضوابط اخلاقية تنافي من السياج الاسلامي فانه سيكون كالطائر الذي له جناح واحد لذلك فان التقارب الاسلامي هو مطلب جميع الشعوب الاسلامية والعربية وندعو الدول العربية والاسلامية ان تسعى الى تحقيق هذا التقارب. * ما هي الاستراتيجية التي تعمل عليها السلطة الوطنية الفلسطينية في اتفاقياتها؟ - نحن نسلك طريق الحوار وقد قلت لك في الاجابة السابقة ان السلام هدفنا لذلك فنحن مع أي حوار سلمي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية التي تتفق مع المبادرة العربية التي اقرتها القمم العربية والاسلامية.