رغم التقدُّم الذي تم إنجازه في مجال المساواة بين الجنسين، إلا أن دراسة جديدة شملت 10 دول أظهرت أن النساء أقل معرفة بالسياسة من الرجال، وخاصة في بريطانيا، حيث وجدت الدراسة التي أجرتها جامعة لندن ونشرتها صحيفة (هافينغتون بوست) البريطانية، أن الفجوة بين الجنسين ما تزال قائمة حتى في الدول المتقدمة الأكثر ثراءً. وقالت: إن بريطانيا تملك ثاني أكبر فجوة في المعرفة السياسية بين النساء والرجال، جرَّاء عدم وجود ما يكفي من الوجوه النسائية في النشرات الإخبارية، الأمر الذي أبعد الإناث عن متابعة الشئون السياسية. وأضافت الدراسة: إن باحثيها وضعوا مجموعة متعددة من أسئلة الخيارات للرجال والنساء المشاركين من بريطانيا، والولايات المتحدة، وأستراليا، وكندا، وكولومبيا، واليونان، وإيطاليا، واليابان، وكوريا الجنوبية، والنرويج. كما أشارت إلى أن الرجال البريطانيين حصلوا على معدل 5.8 درجة من الإجابات الصحيحة من أصل 8 درجات، على أسئلة كان من بينها تسمية الأمين العام للأمم المتحدة، وتحديد معدل البطالة في بريطانيا، والمنصب الذي يشغله فلاديمير بوتين. وقالت: إن النساء البريطانيات حصلن على 3.9 درجة من الإجابات الصحيحة، وتقدَّمن على النرويج فقط في لائحة الدول التي تملك أكبر فجوة في المعرفة السياسية بين الجنسين في الدول العشر. وفي هذا الإطار، بينت دراسة أخرى، مظاهر القوة التي تتفوق بها المرأة على الرجل، حيث أكدت أن المرأة لديها قدرة على كبت مشاعرها إذا كانت متعلقة بعملها، فعلى الرغم من أنها حساسة وسريعة التأثر بالأخص أثناء الدورة الشهرية، لكنها لا تدع هذه المشكلات تؤثر سلباً على عملها، على عكس الرجل الذي إذا شعر بالضغط أو الضيق فإنه يتوقف عن العمل. كما أظهرت الدراسة أيضاً إحدى مظاهر القوة عند المرأة المتمثلة في بذل كل طاقتها وتتبع كل الوسائل الممكنة من أجل تحقيق الهدف الذي تتطلع إليه، فقد أكدت على أنه لا شيء يقف في طريق المرأة إذا أرادت تحقيق هدف ما، كما أنها تظل منفتحة أمام اكتساب المعارف والخبرات الجديدة، وتبقى مستعدة لسماع آراء وأفكار مغايرة، ولا مانع من المراجعة والتعديل من أجل التطوير، وهذه هي المرونة التي يفتقر إليها كثير من الرجال الذين عادة ما يقاومون الأفكار الأخرى، ويتمسكون بمواقفهم، ويرفضون التغيير؛ لأنهم يشعرون أن المسألة "تتعلق بكرامتهم"، ولا يريدون الاعتذار، وفي هذه النقطة أكد الخبراء، أنه في استطاعة المرأة أن تمارس نشاطها العلمي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي في المجتمع.