ما يزال شهر رمضان يحتفظ بخصوصيته في المملكة، ولا سيما بين أهالي المدينةالمنورة الذين يحرصون على عادة الإفطار الجماعي خارج المنازل، حيث يخرج عدد من الأشخاص يحمل كل منهم مائدته إلى مساحة خالية بالمساجد، وخاصة المسجد النبوي الشريف، بغرض دعوة عابري السبيل والمساكين والفقراء والحجاج للإفطار، وهو الأمر الذي أثار العديد من التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. ففي البداية أكد "Mohammed Alyami" أن الإفطار في المساجد ظاهرة محمودة؛ لما فيها من التعاون على البر والتقوى، لا سيما أنها سبب لجمع الناس على صلاة الجماعة في المسجد، إضافة إلى إطعام الفقراء والمساكين، وأجر إطعام ابن السبيل الذي يمر من الحي ويفطر مع سكانه. واعتبرت "Fatimah Alrefai" أن عملية الإفطار الجماعي ذات أهمية كبرى في حياة الناس؛ لما تمثله من تكافل اجتماعي، حيث يتم توفير آليات الإفطار لمن لا يملكون ما يفطرون به من شرائح المجتمع التي تعيش في عالم من البؤس والشقاء. كما أوضح "Ehab Elslab" أن الإسلام يدعو إلى الألفة والمحبة، وتوثيق الصلات بين المسلمين، وهو ما يتضح من هذه العادات التي دأب عليها أهل المدينةالمنورة. ودعا "Faizan Ahmed" الجميع لعدم وضع كل الطعام الموجود أمام الآكلين، ولكن ليحفظ الأكل في أوان كبيرة خاصة، ثم يوزع منها حسب المطلوب، حتى إذا انتهى الإخوة من الأكل، يعود ما تبقى في الأواني الكبيرة مما لم يتلوث بإدخال الأيدي فيه، ثم يغرف منه بملعقة أو نحوها في أكياس وأوان صغيرة، ويتم توزيعها على من أراد من الحاضرين. وطالب "راشد الشريف" بحفظ أواني الناس من الإتلاف، أو الضياع في حالة الإفطار الجماعي، ومما يعين على ذلك مثلاً: وضع لاصق على كل إناء يكتب عليه أو يرمز فيه بصاحب ذلك الإناء. كما شدد "Yasser Elraee" على الحرص على عدم الاختلاط، وأن يكون مكان الرجال بعيداً عن مكان النساء إن كان هناك إفطار للنساء والرجال. ونوه "علي حماد" بأن موائد الإفطار تزين الطرقات والأزقة العامة، نجدها قد اختفت وخاصة فى الأحياء فوق المتوسطة، وهذا يعتبر بعداً عن التعاضد وروح التكافل. كما أشار "حسين حزام" إلى أن الفقراء المحتاجين أولى بمد يد الإحسان إليهم من غيرهم، ففي سد حاجتهم إعانتهم على العبادة، وخصوصاً عبادة الصوم الأجر الكثير، وقد تضافرت نصوص الشرع على الترغيب في تفطير الصائم. ونوه "أحمد أبو عاطف" بأن إفطار للصائم الموعود عليه بالأجر هو أن يكون طعامك أو شرابك هو أول ما يدخل جوفه، فإن كان بوجبة متكاملة فهو أفضل، وإلا فبما أمكن. وأصر "Yhya Sahirallil" على أن الدين الإسلامي يحث على تعجيل الفطور وتأخير السحور، وللأسف قد يتجاهل البعض أهمية السحور، فهو يساعد الصائم على القوة والنشاط والحيوية، ويحافظ على نسبة السكر في الدم أثناء الصيام لأطول فترة ممكنة، ويقلل من الإعياء والصداع والكسل والخمول والرغبة في النوم، ويعين الصائم على تقليل سرعة الإحساس بالجوع والعطش.