يخرج معظم المسلمين في السنغال لالتماس هلال رمضان، محافظين على هذه السنة، ويعتمدون عليها في إثبات الرؤية؛ ومع هذا الحرص منهم، فإن بعضهم يعتمد على أقوال أئمة المساجد في إثبات هلال رمضان، ويستقبلون الشهر بشوق واهتمام وترقب، ويعتبرونه فرصة نادرة يجب اغتنامها، فعلى كل واحد منهم أن يجتهد في رمضان. ومن أهم العادات التي يتميز بها أهل السنغال في هذا الشهر؛ أنه إذا تأكد ثبوت رمضان لديهم، سارع الجميع بالدعاء بعضهم لبعض بالخير والصلاح والفلاح، ومن معهود المسلمين هناك في هذا الشهر كثرة الدروس والمحاضرات؛ فتجد أكثر الأحياء السكانية تخصص أماكن خاصة لإلقاء المحاضرات الرمضانية، حيث تكون بعض هذه المحاضرات يومية، وبعضها الآخر مرتين في الأسبوع، وتعد المساجد لإلقاء بعض المحاضرات التثقيفية والتعليمية. صلاة التراويح أما صلاة التراويح فتقام في كل المساجد، وتصلى ثماني ركعات في أغلب المساجد، ويشارك العديد من النساء في حضور تلك الصلاة، وأكثر تلك المساجد تلتزم بختم القرآن الكريم مرتين: مرة في صلاة التراويح، ومرة في صلاة التهجد، والتي تكون في العشر الأواخر من رمضان. وغالبًا ما يتخلل صلاة التراويح كلمة وعظ وإرشاد من إمام المسجد، أو من بعض العلماء في تلك البلاد. ويتميز الشعب السنغالي في رمضان بالحركة في النهار والسكون في الليل، حتى إن سيارات النقل العام لا تعمل أثناء الليل إلا القليل منها، فتجد حركة السير شبه معدومة من بعد الغروب وحتى الفجر، والناس هناك يعودون إلى منازلهم عقب انتهائهم من أداء صلاة التراويح، وهم يأوون إلى فرشهم مبكرين، وعادة السهر عندهم لا تعرف طريقا إليهم. والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان قليل فاعله في السنغال، غير أن المسلمين السنغاليين يترقبون بشوق ليلة القدر، وهي عندهم ليلة السابع والعشرين، حيث يجتمعون في المساجد، ويمضون أغلب تلك الليلة في قراءة القرآن الكريم، ولا يخرجون منها إلا بعد أداء صلاة فجر تلك الليلة، ويجتهد الشباب السنغاليون في العبادة والطاعة، وحضور مجالس العلم المنتشرة في جميع مساجد البلاد. إفطار ساخن ويبدأ المسلمون فطورهم على الماء، أو شراب ساخن، ويعتبرون أن الشراب الساخن هو الأنسب لمعدة الصائم من الشراب البارد، ووجبات الإفطار لديهم تختلف من مكان لآخر، فلكل مكان طعامه المفضل، وذوقه الذي يميل إليه، ومثل ذلك يقال في وجبة السحور، التي لا يزال المسلمون هناك حريصين على التمسك بها، ويحرص الأغنياء في تلك البلاد على إقامة موائد الإفطار الخاصة لإطعام المساكين والفقراء، ويبادر الناس بأنفسهم إلى إخراج زكاة فطرهم، وتوزيعها إلى مستحقيها.