بين عشية وضحاها فقدنا أباً عزيزاً شهد له كل من حضر صالونه الاجتماعي بأن الكرم والوفاء قد وجدا ملاذهما الأخير. فقدنا والداً عزيزاً عشنا معه أجمل ذكريات ذلك الزمن الجميل الذي راح ولم يعد برحيله، و ها هي مسامير الفرقة تدق قلوب أبنائك وأحبابك ألماً في مجلسك العامر،هاهم أحباؤك يرتعشون لفراقك، ينسجون الحزن ويعانقون الدموع، فهم قد فقدوا مدرستك الفاضلة التي أنتجت أجيالاً من المثقفين والمفكرين،و( جمعتك الخالدة) تخّرج أفواجاً، وتشهد لك كثير من المواقع بصماتك الخالدة في كل القطاعات والمناصب التي تبوأتها سابقاً. لقد كنت المربي الفاضل، والمعنى الحقيقي للكرم والوفاء، لم تغلق بابك يوماً أمام كل من طرقه، فقدنا مهندساً للكلمة والنكتة الجميلة، لقد رزئنا وما أعظم الرزء، خسرنا وما أجسم الخسارة، فقدنا أغلى ما نملك. ألا أذرفي يا دموع، وأهطلي يا عين أعز عبراتك، ألا أبك يا قلب و تمزق، واعتصري يا نفس حزناً، الدموع فيك قليلة، يا منبع الاحترام والفضيلة. سألنا الله لك أن يهديك الجنات، وأن يرزقك الحور بعد الممات، فاليوم هو يوم الحزن، فراقك صعب والدي إبراهيم عمر غلام. تغمدك الله بواسع رحمته وألهمنا الصبر والسلوان. اللواء م. محمد حسن عبد الغني