يجب على فيسنتي ديل بوسكي أن يضبط ايقاع الماكينة الأسبانية ليبقيها في حالة انتعاش من أجل الدفاع عن لقب كأس العالم العام المقبل وذلك مع عدم خسارة الفريق للقب الوحيد الذي راوغه حتى الآن وهو كأس القارات. ونالت أسبانيا ثلاثة ألقاب متتالية بشكل غير مسبوق عندما أحرزت بطولة أوروبا مرتين عامي 2008 و2012 وبينهما لقب كأس العالم 2010 ويبدو في حكم المؤكد أن الفريق صاحب المركز الاول في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) قد خضع للتحليل أكثر من أي فريق آخر. وكانت الشائبة الوحيدة التي شابت سجل الفريق في الآونة الأخيرة هي خسارته 2-صفر أمام الولاياتالمتحدة في الدور قبل النهائي لكأس القارات بجنوب افريقيا عام 2009. وسيكون الحفاظ على زخم الانتصارات ودمج لاعبين جدد مع إجراء بعض التغييرات الخططية واستعادة الروح المعنوية للنواة الأساسية من اللاعبين اختباراً لواحد من المدربين الخبراء على صعيد الرياضة. وقال ديل بوسكي في مقابلة مع موقع دياريو دي لا روخا:"نعرف في عالم كرة القدم أن الامور تتغير كل عام او عامين ومن الصعب الحفاظ على هذه الهيمنة التي كنا نفرضها منذ عام 2008." وأضاف: "التزامنا هو المضي قدماً في هذا الصدد." ولا يزال لاعبو ريال مدريد وبرشلونة يشكلون العمود الفقري للتشكيلة الأسبانية حيث يوجد أربعة لاعبين من ريال مدريد وتسعة من برشلونة إلا ان الموسم الماضي كان طويلاً ومنهكاً لكلا الفريقين على الصعيد البدني والمعنوي. وسيكون الانضمام لديل بوسكي الذي يقدم يد العون للجميع دوماً ولتشكيلته المستقرة نوعاً ما ملاذاً للكثيرين منهم بعيداً عن الاضطراب الذي عانى منه الناديان وخروجهما من دوري أبطال اوروبا بشكل اضر بمعنويات لاعبيهما. ولم يخض الحارس ايكر كاسياس وهو الحارس الأول بلا منازع لمنتخب أسبانيا على مدار أكثر من عقد أية مباراة رسمية منذ منتصف يناير كانون الثاني عندما أصيب بكسر في أحد أصابعه في مباراة أمام بلنسية. وأدى قرار ريال بضم حارس آخر وهو دييجو لوبيز والخلاف مع المدرب جوزيه مورينيو إلى أن الحارس البالغ من العمر 32 عاماً ظل أسيراً لمقاعد البدلاء خلال ما تبقى من الموسم. وظهر فيكتور فالديس حارس برشلونة كبديل له ليقود أسبانيا للفوز 1-صفر على فرنسا والعودة لقمة مجموعتها في تصفيات كأس العالم في مارس آذار الماضي إلا أنه عانى هو الآخر من أوقات صعبة عقب رفضه عرضاً لتجديد تعاقده مع الفريق. ومن المحتمل أن يبقي ديل بوسكي - الذي يفضل إدخال تطوير على أداء الفريق بدلاً من إحداث ثورة - على قائده حيث سيمنح كاسياس الفرصة للحصول على حساسية المباريات وذلك خلال مباراتين استعداديتين أمام هايتي وايرلندا. ويعاني الفارو اربيلو وسيرجيو راموس وتشابي وسيرجيو بوسكيتس من مشكلات في اللياقة البدنية واستبعد لاعب الوسط المؤثر تشابي الونسو من التشكيلة بسبب خضوعه لجراحة بسبب مشكلة في أعلى الفخذ. وقد تكون البرازيل اللحظة المناسبة لخابي مارتينيز لاعب بايرن ميونيخ "24 عاماً" لكي يرسخ وضعه في وسط الملعب عقب الثلاثية التي حققها مع فريقه هذا الموسم والتي شملت الفوز بدوري أبطال أوروبا. ومارتينيز واحد من مجموعة اللاعبين الصاعدين الأسبان الذين يلعبون في خارج البلاد والذين زاد عددهم من أربعة خلال بطولة اوروبا 2012 إلى تسعة هذه المرة من بينهم ثمانية سيستقر بهم الحال في انجلترا بدءاً من الموسم المقبل. وقال ناتشو مونريال مدافع ارسنال خلال مؤتمر صحفي في ميامي حيث يستعد الفريق للعب أمام هايتي: "المزيد من اللاعبين غادروا ليلعبوا في الخارج." وأضاف: "تعاني الكثير من الفرق من أوقات صعبة في أسبانيا، هناك عروض مثيرة في الخارج ونحن نرحل من أجل البحث عن تحديات جديدة." وعلى الصعيد الهجومي يجب على ديل بوسكي أن يحل مشكلة من سيسجل الأهداف مع روبرتو سولدادو لاعب بلنسية الذي حصل على فرصة للتألق عقب تسجيله 24 هدفاً في الدوري الأسباني الموسم الماضي. ويمكن أن توفر جرأته وسرعته وتميزه في ألعاب الهواء بديلاً لاعبين أكثر شهرة مثل ديفيد بيا وسيسك فابريجاس وفرناندو توريس الذين عانوا جميعاً من أجل استعادة مستواهم هذا العام. وقال ديفيد سيلفا لاعب مانشستر سيتي: "يجب أن نأقلم أنفسنا على طريقة اللعب في كل مباراة لأنه وفي بعض الاحيان تعمل طريقة بشكل أفضل من طريقة أخرى." وأضاف:"في نهائي بطولة أوروبا 2012 لعبنا بدون اللاعب رقم تسعة (المهاجم الصريح) واستطعنا تسجيل أربعة أهداف. كلا الطريقتين في اللعب جيدة." وقال ديل بوسكي: "يمكن أن يلعب المهاجمان الأساسيان طوال المباراة بدون أن يلمسا الكرة أو يسجلا هدفاً،نريد لاعبين.