أفادت دراسة حديثة قامت في "بريطانيا"، أن من يعيش آباؤهم عمراً طويلاً تزيد فرصتهم في العيش لفترة أطول، وتقل احتمالية إصابتهم بمرض السرطان بنسبة 24%، كما تنخفض معدلات الوفاة بينهم بنسبة 19% لكل 10 سنوات يعيشها الوالدان، وهو الأمر الذي يشير إلى وجود تدخل جيني وراثي في الأمر. وتقل نسبة الوفاة بنسبة 40 % لمن تعيش أمهاتهم أكثر من 85 عاماً، وتكون النسبة لمن يعيش آباؤهم أطول 14% فقط، وذلك بسبب التدخين الذي يؤثر سلباً على العمر، وهو أمر شائع بين الآباء عن الأمهات. كما أن هناك احتمالات لإخوة المعمرين الذكور بالوصول إلى عمر يتجاوز 100 عام، بنسبة أكبر 17 مرة عن الأشخاص العاديين، والأخوات الإناث بنسبة أكبر من الناس العاديين ب 8 مرات. وقد أرجعت الدراسات وجود المعمرين إلى اهتمامهم بصحتهم الجسدية والنفسية، فهم يهتمون بقلة السعرات الحرارية في النظام الغذائي، ويأكلون الطعام الذي يحتوي على الألياف والفيتامينات والمركبات الأستروجينية النباتية، ويتناولون الخضار والفاكهة، ويتناولون كميات كبيرة من الكالسيوم الموجود في مياه الشرب العادية، كما أنهم لا يشربون الخمر، ولا يدخنون، ولهم علاقات اجتماعية متواصلة. كما أشارت إلى أن الرياضة والنشاط الدائم شيئان أساسيان بالنسبة لهم، بالإضافة إلى التعرض للشمس للحصول على فيتامين (D)، والابتعاد عن التوتر والشد العصبي، كما أنهم يتمتعون بروح الدعابة والثقة العالية بالنفس وعدم الخوف من الموت. كما أوضحت دراسات أخرى سابقة أن أبناء الأشخاص المعمرين يعيشون حياة أطول، وتنخفض فرصة إصابتهم بأمراض القلب، كما تقل إصابتهم بمرض السكر والسكتات الدماغية. وأظهرت أن أجسام المعمرين وأجسام أقاربهم تحتوي على جينات تقاوم أمراض الشيخوخة، مثل الزهايمر وأمراض القلب والضغط والسرطانات والسكتات القلبية. يذكر أن متوسط عمر الإنسان وصل في القرن الماضي خلال العام 1945 إلى "45" عام، ثم ارتفع في القرن الحالي ليصبح "65" خلال عام 2004، أما الفئة المئوية فهي الأسرع في نموها، حيث ارتفعت بمقدار 160% خلال الثمانينيات تليها الفئة العمرية 85 عاماً، ويعد شمال أمريكا من أكثر الأماكن التي ينمو فيها عدد المعمرين. وتحتل "اليابان" أكبر عدد من المعمرين بمتوسط عمر "101" عام، تليها "أستراليا" ثم "فرنسا" و"السويد"، ثم "الإكوادور" و"روسيا" وجبال "التبت".