ذكر أ.د. عاصم حمدان استاذ الادب والنقد والباحث في تاريخ المدينةالمنورة بأن الجائزة التي تحمل اسم المؤرخ والمفكر امين مدني هي من الجوائز التي اتسمت اختياراتها للمكرمين واخرهم في دورتها الحالية وهو الاستاذ الدكتور عبدالله عنقاوي - اتسمت بالموضوعية انطلاقا من المنهج الذي سار عليه المؤرخ المدني في كتابته ذات البعد الموسوعي وخصوصاً في عمله الذي يعد مرجعاً للباحثين في الجامعات السعودية والعربية، والموسوم العرب في احقاب التاريخ الذي امضى السيد امين في كتابته وتمحيص مراجعه ما يقرب من اربعين عاماً حيث صدر الجزء الاول عام 1385ه - 1965م. واضاف د. حمدان ان عددا من المؤرخين اهتموا بتاريخ المدينة مثل:الرواد عبيد مدني، وعبدالقدوس الانصاري، وعلي حافظ، والشريف ابراهيم العياشي، وعبدالسلام هاشم حافظ، وسواهم الا ان تناول الباحث المدني للتاريخ كان من رؤية اشمل حيث كان البعد العربي والاسلامي حاضراً بقوة في كل ما كتبه، ولعل دراسة المؤرخ المدني في الحرم النبوي الشريف ودراسة علمية تجمع بين فنون عدة في مقدمتها الحديث، الادب والتاريخ هو الذي دفعه للاهتمام بتاريخ الامة العربية وذلك بالرجوع الى المصادر الاولية، في تاريخنا مضيفا اليها ما كتبه المستشرقون وبخلفيات متباينة عن الموضوع نفسه. ولقد اخضع المؤرخ المدني كتابات المستشرقين لمنهج يعتمد على الفحص والتدقيق ومقارنتها بالكتابات العربية والخروج برؤية معتدلة موضوعية اضافت بعداً استراتيجياً وعميقاً من حيث التناول والاسلوب الذي دونت به هذه الموسوعة العلمية التي يعدها الباحثون فتحاً جديداً في عالم الكتابة التاريخية، وقد ثمن د. حمدان مبادرة ابناء السيد امين وفي مقدمتهم معالي المثقف السيد اياد مدني لجهة انشائهم لهذه الجائزة المتخصصة في تاريخ الجزيرة العربية والتي حصل عليها في دورات سابقة عدد من الباحثين والاكاديميين كما تشرف عليها لجنة علمية متخصصة عرفت بالحيادية والموضوعية.