وسعت الحكومة الأمريكية العقوبات المفروضة على سوريا فضمت إلى قائمتها السوداء أربعة وزراء سوريين وشركة طيران وقناة تلفزيون تقول إنها تساعد حكومة الرئيس بشار الأسد في حربها على قوى المعارضة.وفي اليوم نفسه وصفت وزارة الخارجية محمد الجولاني بأنه إرهابي لكونه قائد جبهة النصرة وهي من أكثر الجماعات فعالية في قتال قوات الرئيس بشار الأسد لكنها تعهدت الشهر الماضي بالولاء لأيمن الظواهري زعيم القاعدة. وتبرز هذه الخطوة المأزق الذي تواجهه الولاياتالمتحدة إذ أنها تحبذ الإطاحة بالأسد لكنها تخشى العناصر المتشددة على نحو متزايد في صفوف المعارضة.وكانت واشنطن فرضت عقوبات على سوريا منذ بدء الإنتفاضة على الأسد التي مضى عليها عامان وتحولت إلى حرب أهلية بين حكومة الأسد وقوى المعارضة قتل فيها ما يقدر بنحو 80 ألفاً. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن شركة الخطوط الجوية السورية -المملوكة للدولة- ساعدت الحرس الثوري الإيراني في نقل شحنات غير قانونية من بينها صواريخ ومدافع مضادة للطائرات وذخيرة لمساعدة الحكومة السورية.وأتهمت الولاياتالمتحدة قناة الدنيا التلفزيونية الخاصة بمساعدة الأسد في الدعاية لنظامه من خلال بث اعترافات منتزعة قسراً. وتقول وزارة الخزانة أيضاً أن قناة الدنيا ساعدت الحكومة في عرض أسلحة وهمية مضبوطة واعتقال أشخاص أجرت معهم مقابلات. ووضعت وزارة الخزانة على قائمتها السوداء أيضاً أربعة مسؤولين سوريين هم وزراء الدفاع والصحة والصناعة والعدل في إطار خطواتها الموسعة لإجهاض أنشطة الحكومة. وتقول الحكومة الأمريكية إن وزير الدفاع فهد جاسم الفريج كان مسؤولاً عن الجيش السوري أثناء الغارات الجوية وعمليات الإعدام للمدنيين. وقال ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في بيان: "ستواصل وزارة الخزانة استخدام كل ما لديها من أدوات لكشف وتفكيك الشبكات المالية لهؤلاء المسؤولين عن الحملة البشعة للحكومة السورية لقمع شعبها." وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس إنه قد يلجأ إلى مجموعة من الخيارات الدبلوماسية والعسكرية ضد حكومة الأسد إذا حصل على دليل حاسم على أنها استخدمت أسلحة كيماوية في الحرب الأهلية الدائرة بالبلاد. وتحظر العقوبات الجديدة للخزانة على المواطنين الأمريكيين إجراء أي تعامل اقتصادي مع المسؤولين والشركات وكذلك تجميد أموالهم داخل الولاياتالمتحدة. ومع أنه من غير المتوقع أن يكون لدى المسؤولين أموال في البنوك الأمريكية إلا أن كثيراً من البنوك الأجنبية تتجنب التعامل مع شركات وأشخاص تضعهم الولاياتالمتحدة على قائمتها السوداء. وفي عام 2011 جمدت الولاياتالمتحدة جميع الأموال السورية لديها وحظرت على المواطنين الأمريكيين القيام باستثمارات جديدة أو تقديم خدمات تصدير إلى سوريا. وفرضت أيضاً عقوبات على الحكومة والبنك المركزي وشركات النفط السورية وأكثر من 100 شخص آخرين. ووصفت وزارة الخارجية جبهة النصرة بأنها منظمة إرهابية في ديسمبر كانون الأول. وقالت وزارة الخارجية في بيان "إن نظام الأسد بلجوئه إلى استخدام القوة ضد شعبه خلق الظروف التي تجتذب المتطرفين منتهجي العنف الذين يسعون لاستغلال الحرب الأهلية لتحقيق أغراضهم الشخصية. وكلما كان التحول السياسي إلى سوريا ما بعد الأسد أسرع كان ذلك أفضل للشعب السوري والمنطقة."